من المنتظر أن يصدر في أبريل القادم كتاب " محمد السادس : سوء التفاهم الكبير " لجون مارتن المراسل الصحافي لعدة منابر " أنجلوساكسونية" والمقيم في المغرب مند أزيد من خمسة عشرة سنة. "" "سوء التفاهم الكبير" وكما ذكرت مصادر صحفية من المنتظر أن يؤرق مملكة محمد السادس بالنظر إلى فصوله التي لن تروق بكل تأكيد للملك محمد السادس ،بينما توقعت صحيفة " فرانس سوار " الفرنسية أن يتم طرد المراسل الصحافي "جون مارتن " من المغرب وترحيله إلى بريطانيا. مارأيكم في محمد السادس؟ مارأيكم في محمد السادس؟ هكذا يتسائل " جون مارتن" في كتابه الجديد ، مبرزا صورة وريث الحسن الثاني " الحداثية" لدى بعض الغربيين الذين يعتبرون المغرب مثالا "ديمقراطيا" يحتذى به بين الدول العربية ، ومنبعا للإسلام الوطني المعتدل وكذلك "جنة" للسفر وقضاء العطلة... وخلف هذه المظاهر "الخداعة" كما يقول "جون مارتن" " تبهت" تدريجيا صورة الملك محمد السادس بعد عشر سنوات من الحكم ، ويقف المغرب على حافة " انفجار اجتماعي " حيث "يهيمن" نظام ملكي " مستبد" على جميع دواليب تسيير الدولة ، وتبرز " الفوارق الاجتماعية " بين المغاربة بشكل لافت يفرش الطريق أمام الإسلاميين . فؤاد مرتضى ، 16 ماي والمدونة لا يبحث "جون مارتن" حسب النزر القليل من المعلومات التي تسربت من كتابه الجديد في الحدائق السرية للملك محمد السادس ولا ينبش عهد الملك الراحل الحسن الثاني لكنه يتعرض لقضية المهندس "فؤاد مرتضى" الذي عوقب بثلاث سنوات سجنا بتهمة انتحال صفة الأمير مولاي رشيد على موقع "فايس بوك " قبل أن يُفرج عنه بعفو ملكي في مارس الماضي. ويعود "جون مارتن" للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الدارالبيضاء في 16 ماي 2003 ، حيث يشبهها بأحداث 11 شتنبر 2001، مبرزا أن مملكة محمد السادس وجدت في أحداث 16 ماي 2003 فرصة موايتة لخنق الحريات ولتشديد الخناق على الإسلاميين. كما يتعرض الكتاب لوضعية المرأة في المغرب والتي يعتبرها "جون مارتن" لم تشهد تحولات كبيرة رغم مشاركة الأميرة لالة سلمى في أعمال اجتماعية وخيرية وظهورها رفقة الملك محمد السادس ، ورغم إقرار مدونة الأسرة إلا أن تفعيلها حسب الكاتب لا يظهر سوى في المدن المغربية الكبرى كالدارالبيضاء معتبرا أن الدولة "تُبيح " 80 في المائة من زواج القاصرات إرضاء للمحافظين. محاكمات انتقائية وبكتابه حول الملك محمد السادس ينضم المراسل الصحافي " جون مارتن" لمجموعة من الكتاب الأجانب الذين انتقدوا الملك محمد السادس ولعل أبرزهم: جان بيير توكوا وأنياس دال، المحرران على التوالي بصحيفة "لوموند" الباريسية، ووكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) اللذان خلصا إلى استنتاجات قطعية سلبية عن عهد الملك محمد السادس بعد محاكمة "انتقائية " لحكم والده الملك الراحل الحسن الثاني ، ورغم التباعد بينهما في الأسلوب والمنهجية، لم يبرز "توكوا " و "دال" من عهد الملك الراحل الحسن الثاني إلا الصفحات السوداء، بينما اكتفيا عند التطرق لحكم الملك محمد السادس بإبراز نواياه الطيبة، ما يعني في نظرهما استمرار النظام القديم وعدم الرغبة في التخلي عنه. أحكام غير متروية ويرى محمد كلاوي الباحث المختص في العلوم السياسية، أن بعض الكتابات الأجنبية التي ظهرت عن المغرب في غضون السنوات الأخيرة، وقعت في نوع من التسرع وإطلاق الأحكام الجاهزة، ولم تقيم المسافة اللازمة والمطلوبة بين موضوع البحث والباحث، فضلا عن أن الدراسات التي تتناول النظام السياسي في المغرب، تنطلق عموما من أفكار وفرضيات مسبقة، بل ربما أحكام يقينية وتصنيفية لطبيعة النظام تضعه في خانة معينة ترتضيها، سواء في صورته القديمة أو الحديثة.
ويضيف محمد كلاوي أن الذين يحاولون أو يدعون فهم المغرب، تحركهم بشعور منهم أو بغير رضاهم، قناعات فكرية، تشبعوا وتأثروا بها، وهو أمر طبيعي، من خلال احتكاكهم ومعاشرتهم لنظامهم السياسي المستند الى مبادئ الجمهورية والعلمانية، وبالتالي فإن مجمل الكتابات التي ظهرت عن الملك محمد السادس بمجرد توليه الملك، والتي أنجزها من يقدمون أنفسهم كمختصين ومراقبين للتطور السياسي في المغرب، تميزت بإصدار أحكام غير متروية عن تجربة سياسية لم تكن ملامحها قد اكتملت، بل هي في طور التبلور المستمر، لحظة تأليف وإصدار مؤلفاتهم.