حضر عشرات الآلاف جنازة البابا الراحل بنديكت السادس عشر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، صباح اليوم الخميس. وتكتسب المراسم أهمية تاريخية؛ نظرا لأن من يتراسها بابا على قيد الحياة، بعد أن أصبح البابا بنديكت أول بابا يستقيل منذ قرون في عام 2013. ولم يشر البابا فرنسيس بشكل مباشر إلى سلفه في خطبته إلا قليلا، وتحدث بشكل رئيسي عن التفاني لله والثقة بالرب اليوم الخميس؛ بيد أن البابا الأرجنتيني، البالغ من العمر 86 عاما، قال، في نهاية كلمته فقط، أمام التابوت الخشبي "بنديكت": "أيها الصديق المخلص للعريس، أتمنى أن تكتمل فرحتك عندما تسمع صوته الآن وإلى الأبد!". وكثيرا ما يشار إلى يسوع بالعريس، في الكنيسة الكاثوليكية. وفي وقت سابق، أمام العديد من الضيوف وعشرات الآلاف من المؤمنين في ساحة القديس بطرس في روما، قال فرنسيس: "نحن أيضا، المرتبطون بشدة بكلمات الرب الأخيرة، نرغب كمجتمع كنسي في أن نتبع خطاه ونودع أخينا في أيدي الأب: فلتجد هذه الأيدي الرحيمة سراجه مشتعلا بزيت الإنجيل الذي نشره وشاهده خلال حياته". وكان البابا قد أشاد، في وقت سابق، بالفعل، بتفاني إيمان بندكت. وقال ماتيو بروني، المتحدث باسم الفاتيكان، إن حوالي 130 كاردينالا حضروا أيضا. وكان من بينهم الكرادلة الألمان راينهارد ماركس، وراينر ماريا وولكي، وغيرهارد لودفيج مولر. كما كان هناك وفد ألماني رسمي حاضرا، بمن فيهم الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار أولاف شولتس وماركوس سودر، رئيس وزراء بافاريا ذات الأغلبية الكاثوليكية، حيث ولد بنديكت باسم يوزيف راتسينجر في عام 1927. وأعرب بنديكت عن رغبته في أن يحضر أشخاص من بافاريا، مسقط رأسه. ولد في قرية ميركتل بالقرب من الحدود مع النمسا. وحسب وكالة الأنباء الإيطالية أنسا، كان من بين الضيوف 300 أسقف. وفي لحظة مؤثرة، انحنى جيورج جينسفاين، رجل الدين الذي شغل منصب السكرتير الشخصي للبابا الفخري الراحل بنديكت السادس عشر وكاتم أسراره خلال فترة البابوية، على التابوت لتقبيله. ويعتقد أن جينسفاين كان أقرب شخص لبنديكت خلال سنواته الأخيرة، حيث شغل منصب السكرتير الشخصي له بعد انتخابه للبابوية في 2005 بعدما عمل معه في السابق في روما. وجرى تعيين جينسفاين، في دجنبر 2012، مديرا للمنزل البابوي ثم ترقى إلى رتبة رئيس أساقفة.