توافد آلاف الكاثوليك، صباح الاثنين، إلى الفاتيكان لإلقاء النظرة الأخيرة على البابا الراحل، بنديكتوس السادس عشر، الذي توفي، السبت، عن 95 عامًا، فيما يُسجى جثمانه في كاتدرائيّة القديس بطرس في روما قبل جنازته الخميس. وتشكّل طابور طويل في ساحة القديس بطرس منذ الفجر في ظل وجود صحافيين ومصورين من وسائل إعلامية عديدة وانتشار أمني كثيف. وأوضحت الراهبة الايطالية، آنا ماريا، أنها وصلت الساعة السادسة صباحاً لوداع البابا الراحل، مضيفة:"يبدو القدوم لتكريمه بالنسبة إليّ أمراً طبيعياً بعد كل ما فعله للكنيسة". ونُقل جثمان البابا السابق، فجر الاثنين، إلى كاتدرائية القديس بطرس في مراسم خاصة، وفق المكتب الإعلامي للفاتيكان. وفتحت الكنيسة الضخمة أبوابها للجمهور اعتبارًا من الساعة التاسعة صباحا (الثامنة بتوقيت غرينتش) حتى الساعة السابعة مساء (السادسة بتوقيت غرينتش)، في حين أنها سوف تفتح أبوابها من الساعة 6,00 صباحا حتى السادسة مساء يومي الثلاثاء والأربعاء. وقال الفاتيكان إن الدخول مجاني ولا يتطلب حجز تذاكر. وكاتدرائية القديس بطرس تحفة معمارية تجمع طرازات عصر النهضة والباروك اكتمل بناؤها عام 1626، وتُعدّ واحدة من أقدس الأماكن المسيحيّة لأنها تضم ضريح القديس بطرس أول أسقف لروما، الذي خلفه الباباوات. ونشر الفاتيكان، الأحد، الصور الأولى لجثمان البابا الفخري الذي أُلبِس زيا أحمر، لون الحداد البابوي، ووُضِعَ على رأسه تاج أسقفي أبيض مُزدان بخيوط ذهبية، وفي يده مسبحة. ويظهر في الخلفية صليب وشجرة الميلاد ومغارة العيد. وكرم البابا فرنسيس، الأحد، مجددًا ذكرى "العزيز" بنديكتوس السادس عشر "الخادم الأمين للإنجيل والكنيسة". ويترأس البابا فرانسيس جنازة سلفه الذي اعتلى السدة البابوية من 2005 إلى 2013، وستكون الجنازة حدثًا غير مسبوق في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يعود إلى ألفي عام، إذ أنها تضع حدا لتعايش غير معتاد بين رجلين ارتديا اللباس الأبيض البابوي. وتقام مراسم جنازة "رسمية ولكن بسيطة" وفق الفاتيكان الخميس ابتداء من الساعة 9,30 (8,30 بتوقيت غرينتش) في ساحة القديس بطرس حيث حضر جنازة البابا يوحنا بولس الثاني مليون شخص في العام 2005. ويُدفن بعد ذلك أول بابا ألماني في التاريخ الحديث في سرداب في الكاتدرائية. وكانت آخر كلمات بنديكتوس السادس عشر بالإيطالية قبل ساعات من وفاته السبت بحضور ممرضة إلى جانب سريره: "يا رب، أنا أحبك"، حسبما أفاد سكرتيره الخاص المونسنيور غيورغ غنسفاين لموقع "فاتيكان نيوز" الإخباري الرسمي التابع للكرسي الرسولي. وكان البابا الراحل، واسمه الحقيقي يوزف راتسينغر، قد ولد في العام 1927 ودرّس اللاهوت على مدى 25 عاما في ألمانيا قبل أن يعيّن رئيسا لأساقفة ميونيخ. ثم أصبح"الحارس الأمين لعقيدة الكنيسة" لربع قرن في روما على رأس مجمع العقيدة والايمان، ثم الحبر الأعظم لمدة ثماني سنوات خلفًا للبابا يوحنا بولس الثاني. وخلال المجمع الفاتيكاني الثاني، كان أحد علماء اللاهوت المؤيدين لانفتاح الكنيسة، بيد أنه، وبمواجهة موجات التحرر في العام 1968، اتخذ منعطفاً محافظاً، لا سيما بشأن الإجهاض والمثلية الجنسية والقتل الرحيم.