في أول تعليق جزائري رسمي على إنجاز "أسود الأطلس"، قال عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، إن الفريق المغربي كرم كرة القدم العربية والمغاربية. وفي حوار مع "لوفيغارو" الفرنسية، أجاب تبون عن سؤال الصحافي الفرنسي: "هل أشدت بالأداء الرائع للمغاربة في كأس العالم؟"، قائلا: "طبعا! لقد كرم المغاربة كرة القدم العربية، وخاصة كرة القدم المغاربية. كما أشادوا بنا عندما فزنا بكأس الأمم الأفريقية". ولم يخل الحوار من حديث عن العلاقات المغربية الجزائرية، إذ اعتبر الرئيس الجزائري أنه لا يمكن لأي دولة أن تتوسط بين البلدين الجارين، متحدثا عن "تراكم المشاكل منذ عام 1963". وقال تبون: "لقد انفصلنا حتى لا ندخل في حرب، ولا يمكن لدولة أن تتوسط بيننا. خلال 60 عامًا من الاستقلال، ظلت الحدود الجزائرية المغربية مغلقة لمدة 40 عامًا". ومنذ وصول عبد المجيد تبون إلى الرئاسة الجزائرية لم يخرج خطاب "قصر المرادية" عن متلازمة العداء ضد المغرب. وزاد الأمر بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة على الأقاليم الجنوبية واستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، ثم تقدم الموقفين الإسباني والألماني من الصحراء. على صعيد آخر، أعلن الرئيس الجزائري عزمه زيارة كل من فرنساوروسيا خلال السنة المقبلة، وقال: "لا يسعني إلا أن أخبرك أنني سأذهب إلى روسيا قريبًا. أنا لا أوافق ولا أدين العملية الروسية في أوكرانيا. الجزائر بلد غير منحاز، وأريد أن أحترم هذه الفلسفة". وأعلن تبون أيضا عن القيام ب"زيارة دولة" إلى فرنسا، معبرا عن نيته إقامة علاقات جديدة أكثر سلمية مع القوة الاستعمارية السابقة، وقال: "يجب على فرنسا أن تحرر نفسها من عقدة المستعمرين وأن تحرر الجزائر من عقدة الاستعمار. فرنسا قوة عالمية ومستقلة. الجزائر قوة أفريقية لم تعد تشبه ما كانت عليه في عام 1962′′، على حد تعبيره. على صعيد آخر، حمل تبون فرنسا والدول الأوربية المسؤولية في "تطرف" بعض الجزائريين الحاملين لجنسيات مزدوجة، قائلا: "هناك جزائريون أصبحوا متطرفين في فرنسا، لكن علينا أن نعرف السبب لأن التطرف ليس جزائريًا. كما أن هناك من غادر فرنسا أو بلجيكا وأصبح متطرفًا في سوريا أو في أي مكان آخر. من بين هؤلاء، لا يمكن تحميل الجزائر المسؤولية. أؤكد أن 250 جزائريًا فقط غادروا أوروبا انضموا إلى داعش". أما فيما يرتبط بموضوع الغاز، فقد اختار الرئيس الجزائري التعاون مع إيطاليا عوض فرنسا قائلا: "عندما يكون لدينا فوائض، فإننا نشاركها مع الآخرين. الاتحاد الأوروبي وفرنسا ليسا خصمين. نحن ملزمون بعلاقات حسن الجوار. لذا إذا طلبت منا فرنسا زيادة صادراتنا من الغاز، سنفعل ذلك. لكنها لم تفعل ذلك بعد". وأضاف: "طلبت إيطاليا ذلك. لقد بدأنا في إنشاء خط أنابيب غاز ثانٍ بين سواحلنا وصقلية من أجل زيادة حجم شحناتنا عامًا بعد عام من 25 إلى 35 مليار متر مكعب، ولجعل إيطاليا مركزًا لبقية أوروبا".