قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده وفرنسا تبحثان عن التهدئة، مؤكدا أن علاقته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، جيدة جدا. وذكر تبون، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثت مساء الخميس، أن هناك من يحاول الإساءة للبلدين، واسترسل: "نتعامل مع فرنسا الند للند ليس بنفس النظرة التي كانت غداة الاستقلال، لم أر شيئا سلبيا من فرنسا في الفترة الأخيرة، يوجد تعاون وتنسيق أمني ثنائي، لا أقبل أن تنحصر علاقتنا في موضوع التأشيرات. العلاقات مع الرئيس ماكرون جيدة جدا، هو تحرر من عقدة الدولة القوية، ونحن تحررنا من عقدة المستعمر". وجدد تبون التأكيد على أن روسيا دولة صديقة مثلما هي الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والهند والدول الأوروبية. لافتا أنه سيزور روسيا والصين لاحقا. وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن ملك الأردن عبد الله الثاني لم يكلمه عن أي وساطة، مشددا على أن تونس لن تنهار وستخرج من أزمتها منتصرة. وقال تبون: "لقد ظلموا الملك عبد الله الثاني، هو إنسان طيب. لم يذكر لي أي دولة، ولم يكلمني عن أية وساطة لا هو ولا غيره". وكانت تقارير ذكرت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وملك الأردن عبد الله الثاني، يقودان جهود وساطة منفصلة لرأب الصدع بين الجزائر والمغرب. وعلى صعيد منفصل، أكد تبون أن تونس لن تنهار، وأنها ستخرج منتصرة من أزمتها. وقال: " الرئيس التونسي قيس سعيّد إنسان نزيه ومثقف وقومي. ونحن نكن أقصى الاحترام لكل الشعب التونسي، ولن نسمح بالتدخل في شأن تونس لا لأنفسنا ولا لأي طرف آخر". وجدد تبون، التأكيد على أن الحل الوحيد في ليبيا هو تنظيم الانتخابات، واحترام خيارات الشعب الليبي. وكشف الرئيس الجزائري أن بلاده ستواصل مع بداية 2023 مسعى إحياء منظمة التحرير الفلسطينية، مع العمل مع دول أخرى من أجل تطبيق توصيات القمة العربية، داعيا كل الدول العربية وتلك المحبة للسلام لدعم فلسطين كدولة قائمة الأركان وكاملة الحقوق خلال الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة. من جهة أخرى، ذكر تبون، أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، كان من المفترض أن يزور الجزائر قبل القمة العربية، مشيدا بالعلاقة المميزة لبلاده مع المملكة. واستطرد يقول: "علاقتنا مع المملكة طيبة جدا جدا، وشعرت بذلك خلال زيارتي لها ولقائي بالملك سلمان. الأشقاء السعوديون يكنون احتراما خاصا للجزائر والجزائريين كذلك. القرارات الخارجية سيادية لنا ولهم، نحاول أن نفهم بعضنا البعض". وكشف تبون أنه لا يفكر حاليا في الترشح لعهدة ثانية، منوها إلى أن اهتمامه منصب حاليا على إتمام الالتزامات التي أطلقها خلال حملته الانتخابية قبل ثلاث سنوات. وتنتهي العهدة الأولى للرئيس تبون، في ديسمبر 2024. ورد تبون، على سؤال يتعلق بترشحه لعهدة ثانية: "لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، لا أفكر في هذا الأمر، الوقت لا زال مبكرا جدا، لا زالت هناك سنتان عن العهدة الأولى وإتمام بقية الالتزامات". وقال: " لأول مرة في التقاليد الانتخابية فضلت أن تكون الالتزامات مكتوبة حتى يطمئن الآخرون على تنفيذها. هناك تغييرات ونطمح إلى ما هو أكثر لأن الجزائر لا ترتبط فقط برئيس الجمهورية أو بعض الشخصيات، لا بد من الذهنيات أن تتغير أيضا، والتخلص من سلبيات أخرى". وأشار تبون، إلى اختفاء مصطلح التزوير في العمليات الانتخابية، وعودة القطار إلى السكة الصحيحة بعد 30 سنة من التيه والضياع. كما نوه إلى تعاون الدول الأوروبية، خاصة المتوسطية منها مع مساعي بلاده لاستعادة الأموال الضخمة المهربة على مدار 12 سنة، كاشفا أن ما تم استرداده في الداخل يصل حتى الآن إلى 20 مليار دولار.