– حضر فيها الماضي الاستعماري المقيت لفرنسا؛ خصوصا وقد تأكد إصرار الرئيس "ماكرون" على حضورها، رغم كونها غير نهائية؛ ورغم غياب البروتوكول الرسمي من جهة قطر. وحدها "الفيفا" كانت بجانبه، ممثلة برئيسها، الذي حاول قدر مستطاعه عدم مشاركة ماكرون فرحته بالانتصار. – غياب المغرب الرسمي عن الحضور، إلى جانبه رسالة، لا شك أن ماكرون فهمها جيدا. – أغلب أقدام الفريق الفرنسي كانت سوداء؛ تماما كما كان يحدث في الزمن الكولونيالي: تجنيد الأفارقة ضد بعضهم البعض: "سلِكان، لاليجو"، على حد تعبير آبائنا.. – بكل عفوية أشبع الجمهور المغربي والعربي والمسلم، ماكرون، تهليلات وتكبيرات وصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم؛ في استعادة دالة جدا لوحدة الصف قديما، في مواجهة الاستعمار الأوروبي والغربي عموما. – يضاف إلى هذا الموقف القطري والعربي والإسلامي من خطاب المثلية الذي سعت بعض الدول، أو الأشخاص، إلى ترويجه في "المونديال." – حضور أسر اللاعبين المغاربة رفع من قيمنا الأسرية، في مواجهة الانحطاط القيمي الغربي. – وفي اتجاه أوسع اشتغل سجود اللاعبين، ورفع العلم الفلسطيني. – كرويا قل ما ينتبه المحللون إلى ضرورة التمييز بين نوعين من الانتصار: 1. انتصار اللعب الكروي (الأكاديمي إن صح التعبير). 2. الانتصار بالأهداف المسجلة. من هذه الزاوية ظهرت فرنسا بمظهر متقهقر، مقارنة معها في "المونديالات" السابقة. أما المغرب فقد تألق أبطاله بكيفية ملفتة للنظر، وطوروا من أدائهم؛ مقارنة بهم في مناسبات دولية أخرى. وعليه فقد كسب "الأسود" وخسر "الديكة". هذه الخسارة الفرنسية أخطر من خسارة الأهداف ،لأن التقهقر في فرنسا – مجتمعا، لغة، اقتصادا، سياسة، وزنا- عام . إن اللعب الكروي -على غرار ما يقال عن الشعر- ابن بيئته؛ ومن هنا المطالبة بأن يرقى الأداء الحكومي التنموي إلى مستوى ما حققه المنتخب الوطني. ولعلنا مستقبلا، حينما يأتي دورنا للفوز بالكأس -استحقاقا- لن نشعر بأنها أكبر منا. نعم قد تكون الكأس أكبر من الدولة. – لم يكسب المنتخب فقط رتبته الثالثة أو الرابعة، وإنما لاعبٌ آخر اسمه الشعب؛ أصبح كرويا حتى النخاع، شيبا وشبابا؛ ليس هذا هو المهم، بل دفق المواطنة الحق الذي تفجر بركانا في المغرب.. وهذه حكاية أخرى. – أما عن محاباة التحكيم لفرنسا؛ وقد تأكدت من جهات مختصة، ورسمتها الجامعة بتظلمها؛ فيتحمل المسؤولية فيها الرئيس "ماكرون"؛ باعتباره أعلى سلطة فرنسية في "المونديال" القطري، لأن الحكم المكسيكي أقام الدليل على أنه لم يكن مخطئا فقط لسهو وغفلة، وإنما عن قصد مبيت.