تقاطرت السيارات والمشاة تباعا على مطار الرباطسلا منذ الساعات الأولى من زوال اليوم الثلاثاء استعدادا لاستقبال المنتخب الوطني المغربي.. حشود بشرية أخرى تمضي في الاتجاه المعاكس صوب العاصمة الرباط والغاية واحدة.. إنها لحظة استقبال "أسود الأطلس". اختلفت شوارع الرباط هذه المرة عن باقي الأيام، فلا مكان في مقاهي خط مرور المنتخب الوطني بعدما غصت جوانب الطرقات وأسطح البنايات والفنادق، وتسلق الشبان الأشجار بغية الحصول على زاوية نظر مناسبة تمكنهم من متابعة "لحظة تاريخية". ووصل "أسود الأطلس" إلى العاصمة الرباط بعد رحلة دامت ساعات من مطار الدوحة، بعد نهاية فعاليات كأس العالم قطر 2022، وحلولهم في المرتبة الرابعة عقب خسارة أمام فرنسا في مباراة نصف النهائي وأخرى أمام كرواتيا في مباراة تحديد ثالث منافسات كأس العالم. واحتشد عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ في ساحات العاصمة الرباط في عشية كانت كلها موشحة بالأحمر والنجمة الخضراء؛ كما نقلت كاميرات "الدرون" حشودا بشرية تستمتع بلحظات استقبال "الأسود" وتلقي التحية على اللاعبين الذين يلتقطون صور الجماهير. وجاءت النساء بأطفالهن الصغار كذلك للاحتفال بوصول العناصر الوطنية، إذ غصت الشوارع بصغار السن مرتدين قمصان المنتخب وينفخون في مزامير غطت على أصوات الجماهير المحتشدة في أحيان كثيرة. كما حضر العنصر النسوي الشاب بدوره مخلدا الذكرى بصور فوتوغرافية وفيديوهات. وإلى جانب الأجواء الاحتفالية، عاينت هسبريس حضورا أمنيا كثيفا لتأمين اللحظة، عبر رجال الأمن والسيارات والمدرعات، وبحضور عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني، فضلا عن الوالي محمد اليعقوبي، الذي تابعت الجريدة مروره على مستوى شارع محمد الخامس. وشهدت أجواء إشعال الشماريخ والألعاب النارية حالات إغماء محدودة، تدخلت عناصر الوقاية المدنية لنقلها من أجل تلقي العلاجات الضرورية؛ فيما عمل رجال الأمن على تفادي تجمع الجماهير أمام بوابة محطة القطار الرباطالمدينة، رغم محاولات عديدة من أجل تسلقها للحصول على صور مرور اللاعبين. وكان المنتخب الوطني لكرة القدم، قد وصل اليوم الثلاثاء، إلى مطار الرباط – سلا، بعد مشاركته في كأس العالم بقطر، حيث احتل المرتبة الرابعة في إنجاز تاريخي غير مسبوق على المستوى الإفريقي. وخصص الملك محمد السادس مساء اليوم داخل القصر الملكي بالرباط استقبالا حافلا لأعضاء المنتخب المغربي.