لبّى العشرات من الشباب من 12 مدينة دعوة أُطلقت على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، لتنظيم زيارة تضامنية مع المقرئ الادريسي أبو زيد بمنزله بالدارالبيضاء عقب التهديدات التي تعرض لها وأسرتَه بالتصفية الجسدية على خلفية نكتة مجتزأة من محاضرة ألقاها منذ سنوات اتّهم من خلالها بالعنصرية تُجاه "سواسة". من الرباطالمدينة إلى الدارالبيضاء الميناء على الساعة العاشرة صباحا من يوم السبت كانت اللجنة المنظمة للزيارة تقف أمام الباب الرئيسي لمحطة القطار "الرباطالمدينة"، التي تم الاتفاق حسب أحد المنظمين على أن تكون نقطة انطلاق المشاركين في الزيارة القاطنين بالرباط وسلا والنواحي. يتجمع المشاركون، ينتظر بعضهم البعض الآخر، يسأل أحد أعضاء اللجنة المنظمة "هل كل شيء جاهز ... الهدية التذكارية ، اللافتة، التنسيق مع المتضامنين القادمين من المدن الأخرى" فيجيبه عضو آخر يبدو أنه كان مكلفا بالإعداد "نعم كل شيء جاهز". يستقلّ المشاركون القطار متوجهين نحو محطة البيضاء الميناء، بمدينة الدارالبيضاء، نقطة التجمع... جولة سياحية هنا وبعد وصول شباب الرباط وسلا وتمارة والقنيطرة وفاس وجدوا في استقبالهم شبابا آخرين من سطاتوأكادير وطاطا وكلميم وبنجرير والفقيه بنصالح وأزيلال، قبل أن يلتحق مشاركون آخرون من مدينة الدارالبيضاء. الساعة تشير إلى الواحدة بعد الزوال، الفقرة الموالية من برنامج الزيارة كانت جولة سياحية بالبيضاء، توجه الجميع نحو "مارشي سانطرال"، وسبب الاختيار هو تخليد المغاربة لذكرى 11 يناير، كعنوان للمقاومة المغربية ضد الاستعمار، يقول أحد المنظمين وهو يشرح لأصدقاءه "نحن في معلمة نتذكر من خلالها أحداث مهمة في تاريخنا بصم عليها رجال وطنيون صادقون في حبهم لوطنهم ولشعبهم". بعد جولة بالمكان وبعد تناول وجبة غذاء بسيطة، توجه المشاركون صوب معلمة أخرى، إنها مسجد الحسن الثاني، توقفوا متأملين في بناءه ومعماره والتقطوا صورا تذكارية في رحابه، قبل أن يؤدوا صلاتي الزهر والعصر بداخله. "هذا المسجد لما فيه حق نحن أيضا تماما كأبو زيد المقرئ الادريسي" يُخاطب مشارك في الزيارة التضامنية من مدينة أكادير مشاركا آخر من الدارالبيضاء، فيرد عليه "معالم وأعلام المغرب مِلك مشترك بين جميع المغاربة" يضحك الجميع ...ففتحوا نقاشا حول ما سموه حملة مُغرضة تعرض لها أبو زيد بسبب أنه واحد من رموز الوحدة والدفاع عن الموحد بين كل المغاربة. في اتجاه بيت أبي زيد الساعة الآن تشير إلى الخامسة والنصف... "الإخوة المشاركون يلزمنا بعض الوقت للوصول الى منزل الأستاذ أبو زيد، سننطلق في اتجاهه الآن" هكذا كان توجيه اللجنة المنظمة.. الجميع أمام باب شقة متواضعة في عمارة سكنية، يُطرق الباب، تفتح سيدة مُرحبة بابتسامة تعلو محياها "أهلا ومرحبا بكم... من دون شك أنتم صحافة لأنكم تصورون"... السيدة لم تكن إلى خديجة مفيد زوجة المقرئ الادريسي أبو زيد، "عفوا سيدتي نحن شباب من مدن مختلفة جئنا لزيارة الأستاذ أبو زيد لو سمحتم". داخل البيت... متضامنة ومبادرات من نوع خاص يدخل الجميع، كل المؤشرات تقول بأن البيت يعرف زيارة تضامنية أخرى، في جانب من "صالون" مغربي عادي يجلس إلى جانب أبي زيد بعض رفاق دربه ومسؤولون في حزبه، في جانب آخر مخصص للمكتبة، "متضامنة" من نوع خاص إنها وزيرة التضامن والأسرة والمرأة وأشياء أخرى بسبمة الحقاوي، رحبّت بدورها بالشباب القادمين من مختلف ربوع الوطن. بعد كلمات أُعلن من خلالها عن ميلاد العديد من المبادرات منها تأسيس "مركز أبو زيد الإدريسي للدراسات واطلاق مبادرة وطنية للدفاع عن الهوية الوطنية، تناول أبو زيد الكلمة محللا كعادته ومرشدا وواعظا، وباهتمام كان ملحوظا تابع المتضامنون الكلمة، ليتهامس في ختامها بعضهم "لهذه القوة في الخطاب استهدفوه". تضامن بطبع كتاب من خارج الوطن ويبدو أن التضامن مع المقرئ الادريسي أبو زيد تجاوز حدود الوطن، بعد إنهائه كلمته، يرن هاتف أحد أعضاء اللجنة المنظمة للزيارة، المتصل صحافي مغربي يعمل بموقع الجزيرة. نت، إنه محمد أعماري، فُتح الخط ليعبر عن تضامنه هو الآخر باسمه وباسم زملاء له في قطر قال إنهم يحبون أبا زيد، ويعلن استعداده لتحمل مصاريف طبع أي كتاب جاهز لأبي زيد "سنرد على هذه الحملة بالفكرة وبالعلم وبالكتاب لا بالاتهام والتحامل" هكذا ختم أعماري اتصاله الذي تابع الجميع عبر مكبر الصوت. نهاية الزيارة تسلم أبو زيد وزوجته هدية تذكارية، ولافتة تحمل عبارة "كلنا أبو زيد" جرى تصميمها لتحمل توقيعات المتضامنين، وقع الجميع والتقطت الصور التذكارية مع أبي زيد، وعلى وقع نشيد "ربنا إياك ندعو ربنا، آتنا النصر الذي وعدتنا" اختتمت الزيارة التضامنية ليعود كل مشارك من حيث أتى، ضاربين موعدا جديدا لنقل مبادراتهم من العالم الافتراضي إلى الواقع.