اعتبر المقرئ الإدريسي أبو زيد أن الثلاثة أيام التي قضوها في غزة على خلفية مشاركته ب ''قافلة شريان الحياة5 '' غير كافية لتحصيل رؤية شاملة عن أوضاع غزة، مشيرا أن للرحلة قصتان ووجهان، قصة ''القافلة'' وقصة ''غزة'' بوجهيها ''المنحة'' و''المحنة''. وأضاف المقرئ بأنه لن يقارب محنة أهل غزة بما حصل لأهل كشمير والبنغلاديش، على اعتبار أن هؤلاء لهم منافد الغابات والجبال، في حين أن غزة ليس لها مثل هذا، فهي أرض مفتوحة. مبرزا أن أكبر مشكل في غزة هو الماء الملوث الذي لم يجدوا له حلا بفعل غياب وقود السولار والانقطاعات المتوالية للكهرباء، هذا في الوقت الذي يباع فيه وقود السولار الصناعي من مصر لإسرائيل بمقتضى اتفاية كامب ديفيد بنصف ''شيكل'' لتبيعه ''إسرائيل'' بغزة بستة ''شيكل''. وركز أبو زيد في أمسية نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط ليلة الجمعة الماضية، على الجانب الإيجابي في قصة ''غزة المنحة''، علما بأن ''المحنة'' كما وصفها المتحدث ''بشعة ولا يمكن تصورها ورؤيتها''، مبرزا مظاهر صمود ومقاومة أهل غزة ومن ذلك تمتعهم بقدرة عالية على التحمل، إذ على الرغم من المظاهر المادية المزمنة إلا أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ويعيشون حالة سعادة لا توصف، فعيونهم غير منكسرة محيلا ذلك إلى حكمة الله في اختيار أهل الرباط من ذوي هذه الصفات المباركة والتي تضرب لنا المثل في رفع الهمم. وذكر المقرئ أنهم صلوا صلاة الجمعة مع أبي العبد (إسماعيل هنية رئيس وزارء حكومة غزة)، الموجود بمخيم الشاطيء وهو بناء عشوائي وسكن مهترىء، كان قد أنجب فيه الشهيد الشيخ أحمد ياسين، مساحته 1 كيلومتر ويسكنه 25 ألف نسمة، مشيرا إلى أنه رغم الواقع المعيشي المزري فإنه لم ير متسولا يستغل فرصة حضور القافلة، في ظل 80 في المائة من البطالة. مبرزا مظاهر السمو الأخلاقي لأهل غزة، من ذلك أن سائقي سيارات الأجرة الذين بمجرد أن يعلموا أنك أجنبي عن المدينة لا يقبل أن يمسك أجرته منك، مشيرا إلى مظاهر التخلف والتملق الحاصل على الجانب الآخر المقابل لغزة، إذ أن شعب غزة شعب تمكن من لي عنق المادة على الرغم من قوتها. وعبر المتحدث نفسه عن مفاجأته بالمستوى العالي والراقي للمجتمع المدني بغزة من حرفية ودقة علمية وأبرزها مصداقية وشفافية هذا المجتمع المدني المنظمة ، مبرزا أن حصار الغرب لغزة إنما هو حصار لمشروع النهضة محيلا على المستوى العالي لجامعة غزة، التي ذكر وجود تخصصات دقيقة جدا بكلياتها ''كلية العلوم أساسا''. واصفا جامعة غزة التي لها قناة فضائية تسمى ''الكتاب'' ب ''الوردة'' وسط الخراب، ومساحتها 3 هكتارات بها جميع أنواع النباتات الممكن وجودها بغزة، وتقام بها الدراسات الخاصة بكلية الزراعة ، ويشرف على سقي هذه النباتات ابن الشهيد الشيخ أحمد ياسين، ويأتيها السكان للاستجمام. بوسط هذه الحديقة توجد 18 عمارة، خلال معركة ''الفرقان'' تم قصف عمارة واحدة منها سيتضح فيما بعد بأنها عمارة المختبرات العلمية. وكان الفتحاوييون قد اقتحموا هذه الجامعة سنة ,2003 وقاموا بحرقها. وأكد أن 30 ألف طالب بغزة ، منهم 11 ألف طالب كلهم مسجلون في سلك الدكتوراه، وأعلى نسب الدبلومات والشهادات في العالم توجد بغزة، أما عن التعمير والبناء في غزة فبعد تدمير إسرائيل لغزة ومنع دخول مواد البناء جعل هذه المواد نفيسة، - يشدد أبو زيد- وهو ما دفع أهل غزة إلى الابداع في هذاالمجال، منها التهريب عبر الانفاق، فالحصى الذي يوجد بغزة قاموا باستخلاصه من بقايا خراب معركة الفرقان وقاموا ببناء المدارس أولا فمقرات الادارات ثم المساكن الخاصة..، ومن إبداعات الحركة بغزة حملة ''مودة'' والتي تعني ضرورة زيارة 275 ألف أسرة في السنة وكانت النسبة 100 بالمائة منها ولم يفت المقرئ أبو زيد الذي شارك ب ''قافلة شريان الحياة ''5 إلى جانب 5 مغاربة آخرين، أن يشير إلى حفاوة الاستقبال التي قابلها بهم أهل غزة، إذ وفرت لهم حافلات نظيفة وجيدة ومعطرة، وأشرفت على تنظيم عملية العبور والوصول إلى غزة التي تتطلب قطع مسافة 35 كيلومتر، تم خلالها ترقيم السيارات لتنظيمها، مضيفا إلى أن المنطقة تعتبرها مصر منطقة عسكرية يمنع الإقامة فيها بعد الخامسة مساءا، ما يفرض على العالق أن يخلي المكان عائدا 40 كيلومتر إلى العريش والسكن والأكل بأي ثمن.. وكان الوفد المغربي المشارك في قافلة ''شريان الحياة ''5 الإنسانية، قد وصل زوال الاثنين 25 أكتوبر 2010 إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، بعد أن أنهى زيارة لقطاع غزة، إستمرت ثلاثة أيام، قدموا خلالها إلى جانب متضامني القافلة مساعدات إنسانية لأهالي غزة، مكونة من حوالي 140 حافلة أغلبها مستلزمات ومعدات وأدوية طبية إضافة لمساعدات تعليمية وإغاثية. ويتكون الوفد المغربي (من ثلاثة أعضاء من حزب العدالة والتنمية وهم: البرلمانيين المقرئ الإدريسي أبو زيد، عبد العزيز أفتاتي، وعبد الله بطاش عضو مجلس المستشارين، وثلاثة أعضاء من العدل والإحسان وهم : عزيز أودني عضو الهيئة الحقوقية ورابطة محامي العدل والإحسان، وأبو الشتاء مساعف عضو المجلس القطري للدائرة السياسية إضافة إلى عبد الله الشيباني).