«يا شعب المغرب من ثباتكم نستمد ثباتنا ومن عزتكم نستمد عزتنا، أنتم المثل الذي نضربه دائما بأنكم تقفون معنا بدعمكم وإيمانكم، فأنتم الرافد لنا ومنكم نستمد عزيمتنا». بهذه العبارات تحدث نشأت المصري، القيادي في حركة حماس، في اتصال هاتفي من غزة مع طلبة المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط على هامش الندوة التي نظمت أول أمس الأربعاء تحت عنوان «غزة تحت النار، ما هو الدور المطلوب؟». ودعا المصري المغاربة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية وكل منتوج يمكن أن يدعم الجيش الإسرائيلي، باعتبارها الوسيلة المثالية لمقاتلتهم، على حد تعبيره. وحضر الندوة المقرئ أحمد أبو زيد الإدريسي، الذي اعتبر العدوان الإسرائيلي على غزة بمثابة اللقمة التي ستفتح شهية أمريكا وإسرائيل على الباقي، واصفا حركة المقاومة الإسلامية «حماس» باليتيمة التي مات وليها لأنها لا تجد من ينوب عنها. ووجه النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية وعضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، انتقادا شديد اللهجة إلى الرئيس المصري حسني مبارك، ووصف السلوك المصري إزاء ما يقع في غزة وامتناعه عن فتح معبر رفح بكونه «لا يقل إجرامية عن السلوك الإسرائيلي»، وأضاف: «كنت أقول إن حكامنا هم جزء منا، ولأول مرة أحس بالحقد على حسني مبارك أكثر منه على إيهود أولمت». انتقادات أبو زيد طالت أيضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث اتهمه بالهمجية والتشدد في تسيير الضفة الغربية، مما جعلها مخنوقة وصامتة وجعل دورها مقتصرا على مظاهرات سلمية كباقي المظاهرات في العالم. وحول ما يمكن للمغاربة فعله تجاه سكان غزة، قال أبو زيد إن «أهل غزة لا يريدون دماءنا وأجسادنا ولكنهم يحتاجون إلى اللوجستيك الطبي»، وشدد على ضرورة الدعم السياسي والإعلامي وأيضا الروحي، بالإضافة إلى الدعم المادي غير النقدي بجمع الأدوية ما دامت هنالك استحالة لتحويل الأموال من المغرب وكذا من كل دول شمال إفريقيا. من جانبه، أشاد خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، بموقف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي قام بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده بسبب ما يقع في غزة، واصفا في نفس الوقت ذهاب القادة العرب إلى مجلس الأمن ب»احتراف التسول». وقال السفياني، أمام حشود من الطلبة، إن ما حصل في غزة هو إعادة لنفس السيناريو الذي وقع في لبنان يوليوز 2006، والفرق الوحيد هو الغدر الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من بعض الأجهزة العربية، مما جعل الإسرائيليين يأخذونهم على حين غرة ويقتلون أزيد من 200 شخص في اليوم الأول من العدوان.