استقبل العشرات من سكان قطاع غزة قافلة «شريان الحياة 5» في معبر رفح الحدودي، التي وصلت إلى القطاع بعد رحلة تجاوزت مدتها أربعة أسابيع. وقد نظمت اللجنة الحكومية الفلسطينية في القطاع, لكسر الحصار, استقبالا جماهيريا حاشدا للقافلة فور دخولها الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، حيث عمّت السعادة قلوب ووجوه المشاركين الذين انسابت دموع الفرح على خدودهم وسجد بعضهم لله شاكرا على وصولهم إلى القطاع. وكان جميع المتضامنين القادمين من ثلاثين دولة قد عبَروا إلى القطاع ترافقهم 137 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية. وتم عبور القافلة بسهولة ويسر، نظرا إلى اتفاق المنظمين مع السلطات المصرية، رغم منعها قائد الحملة، البرلماني البريطاني جورج غالاوي، من المشاركة. وقال الناطق باسم القافلة، زاهر بيراوي، إن السلطات المصرية سمحت بدخول نحو 342 متضامنا إلى قطاع غزة، جاء عدد منهم على متن السفينة والباقي عبر الطيران السوري. وذكر أن «المتضامنين جاؤوا من 30 دولة -منها 12 دولة عربية والباقي دول غربية- تقع في أقصى أرجاء الأرض، وهدفها واحد هو نصرة فلسطين ورفع الظلم عنها». يُذكَر أن ستة مغاربة يشاركون في قافلة «شريان الحياة 5» قد وصلوا إلى غزة ضمن القافلة التي تحمل بضائع ومساعدات أغلبها مستلزمات ومعدات وأدوية طبية، إضافة إلى مساعدات تعليمية وإغاثية تُقدَّر جميعها بخمسة ملايين دولار. ويتكون الوفد المغربي من كل من عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، عبد الله الشيباني، وعضو الهيئة الحقوقية ورابطة محامي العدل والإحسان، عزيز أودني، وعضو المجلس القطري للدائرة السياسية، أبو الشتاء مساعف، إلى جانب ثلاثة أعضاء من حزب العدالة والتنمية، وهم البرلماني المقرئ الإدريسي أبو زيد والبرلماني عبد العزيز أفتاتي وعبد الله بطاش، عضو مجلس المستشارين. واعتبر بيراوي وصول أعضاء «شريان الحياة» إلى قطاع غزة، مساء أول أمس, «مؤشرا على تصحيح للخطأ الذي ارتكبته السلطات المصرية في حقنا في البداية»، مشيرا إلى أن أعضاء القافلة سيُمضون في غزة ثلاثة أيام، وبعدها يغادرون صباح الأحد. وأشار إلى عزم أعضاء القافلة على القيام بجولات تفقدية وزيارات للأماكن المدمرة ولقاء بعض الأسر الغزية وضحايا الهجوم الإسرائيلي. وقد أبحرت السفينة اليونانية من ميناء اللاذقية السوري يوم الأربعاء الماضي ووصلت إلى ميناء العريش البحري بعد منتصف الليل. وكانت السلطات المصرية قد منعت دخول 17 ناشطا باعتبارهم «أشخاصا غيرَ مرغوب فيهم»، ومنهم النائب البريطاني السابق وقائد الحملة، جورج غالاوي. وفيما يحتفل سكان غزة مع المتضامنين بنجاح وصول القافلة، ولجت قافلة المساعدات البريطانية «طريق الأمل» الأراضي الليبية، قادمة من تونس، في طريقها إلى قطاع غزة، عبر ليبيا ومصر. وأشاد منسق القافلة، محمد حداد، في تصريحات لوكالة «قدس بْريس», بتعاطي السلطات التونسية مع القافلة، مشيرا إلى أن الحكومة التونسية تكفلت بمصاريف القافلة كلها أثناء وجودها في تونس، من بنزين للسيارات وأكل ومبيت لعناصر القافلة، لكنه آخذها على غياب التنسيق بين أجهزة الأمن المرافقة وبين الجهات المنظمة لها. وذكر أن استقبالا جماهيريا نُظِّم للقافلة على الحدود التونسية الليبية. وتضم قافلة «طريق الأمل» 70 ناشطا بريطانياً و29 شاحنة محمَّلة بالمواد الغذائية والعتاد الطبي والأدوات التربوية. وقد انطلقت القافلة من لندن في 10 أكتوبر الجاري وعبرت فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس ثم ليبيا، لتكون محطتها الأخيرة مصر، قبل دخول غزة.