أظهرت إحصائيات رسمية صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط أن تقاسم الأعمال المنزلية بين الزوجين بشكل متساو يبقى ضعيفا في المغرب، حيث لا يتم تبنيه إلا من طرف واحد من أصل 10 أزواج متعلمين. وتبقى الأشغال المنزلية، داخل البيت أو خارجها، ورعاية الأطفال والأشخاص المسنين من مهام الزوجة، حسب رأي 75 في المائة من الرجال و79 في المائة من النساء. جاء ذلك في دراسة أصدرتها المندوبية بعنوان "العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة.. الوضع مقارنة بما قبل الجائحة"، شملت عينة من 12 ألف مغربية خلال الفترة بين 11 أكتوبر 2021 و10 فبراير 2022. يتجلى من المعطيات أن التقاسم المتساوي للأعمال المنزلية بين الأزواج يتم تطبيقه من طرف 5,6 في المائة من الرجال و3.5 في المائة من النساء، في حين ترتفع النسبة لدى الأزواج الأكثر تعليما إلى 13.8 في المائة و9.6 في المائة على التوالي. المفارقة تكمن في أن التوزيع غير المتكافئ للأشغال المنزلية بين الزوجين يبدو مقبولا من الطرفين، حيث عبر 95 في المائة عن رضاهم عن هذا التوزيع. وقد صرح 87 في المائة من الرجال و85 في المائة من النساء بأنهم راضون عن هذا التوزيع؛ في حين اعتبر حوالي 11 في المائة لكل منهم أنهم راضون بشكل متوسط عن هذا التوزيع. كما أن هذه النسب لا تتغير حسب السن والمستوى الدراسي والنشاط الاقتصادي. الأعمال المنزلية تقضي النساء 4 ساعات و17 دقيقة في الأعمال المنزلية كمتوسط يومي للأعمال المنزلية خارج البيت وداخله، مقابل 38 دقيقة للرجال؛ ما يعني أن المرأة تقضي المرأة أكثر من سدس وقتها اليومي في الأعمال المنزلية، أي 6 مرات أكثر من الرجل. يتجلى من الخلاصات أن المغاربة عادوا إلى مرحلة ما قبل الجائحة من حيث الوقت المخصص للأعمال المنزلية، إذ تراجعت نسبة مشاركة الرجال في الأعمال المنزلية بمقدار النصف مقارنة بما تم تسجيله خلال فترة الحجر الصحي. يصل متوسط الوقت المخصص للأعمال المنزلية داخل المنزل، من الطبخ وغسل الأواني والتصبين، إلى ثلاث ساعات و51 دقيقة للنساء، في حين يقضي الرجال في هذا الصدد 5 دقائق فقط. ويقضي الرجال 33 دقيقة في الأعمال المنزلية خارج البيت؛ مثل التسوق وأداء الفواتير والإجراءات الإدارية وجلب الماء، مقابل 26 دقيقة للنساء. رعاية الأطفال تشير الخلاصات إلى أن النساء أكثر مواكبة للأطفال ويخصصن وقتاً أكثر بالمقارنة مع الرجال، بنسبة انخراط 27 في المائة و20 في المائة على التوالي. ورصدت المندوبية السامية للتخطيط انخفاض متوسط الوقت المخصص للمواكبة الدراسية للأطفال إلى 6 دقائق في اليوم؛ وهو أقل 3 مرات من الوقت المخصص خلال فترة الحجر الصحي، التي بلغت 25 دقيقة لليوم من طرف النساء و16 دقيقة للرجال. معطيات الدراسة تشير إلى أن متوسط الوقت اليومي المخصص لرعاية للأطفال (الاحتياجات الفيزيولوجية والرعاية واللعب) يبلغ 14 دقيقة، موزعة بشكل غير متساو بين الرجال ب4 دقائق للرجال و24 دقيقة للنساء، وينخفض هذا الوقت كلما كانت المرأة تشتغل ليصل إلى 19 دقيقة مقارنة ب31 دقيقة بالنسبة لربات البيوت.