بلغ عدد سكان العالم 8 ملايير نسمة بحلول 15 من نونبر الجاري؛ حدث مهم يسجل بإيجابية ويبعث على التفاؤل وفي الوقت نفسه يدعو إلى الحيطة والحذر في ظل التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية المطروحة على دول العالم. أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، أكد بهذه المناسبة أن وجود 8 ملايير من البشر على الكرة الأرضية يمثل إنذارا لدول العالم وفي الوقت نفسه نقطة إيجابية، باعتبار أن العامل الديمغرافي من حيث المبدأ يعد رافعة للتنمية. وفي هذا السياق قال الحليمي، في ندوة صحافية اليوم بالرباط: "نحتاج إلى مواردنا البشرية والطبيعية، وإلى الاستثمار فيها للوصول ببلداننا إلى مرحلة الانتقال الديمغرافي الإيجابي". وسجل المتحدث ذاته بقلق الوضعية الحالية للساكنة في العالم، المطبوعة بتركيز للثروة في بلدان تحتاج إلى مزيد من السكان من أجل تأمين استمرارية نموها، في وقت توجد بلدان تتوفر على عدد أكبر من السكان لكنها تعاني من البطالة وانعدام فرص الشغل وضعف التنمية، مضيفا أنها في حاجة إلى بلورة نموذج تنموي جديد من أجل تأمين اقتصاد من شأنه إخراجها من وضعية ضعف الإنتاج على المستوى الفلاحي مثلا، بسبب الهجرة نحو المدن. وفي حديثه عن إشكالية الهجرة قال المندوب السامي إن "المغرب يعد بلدا للعبور وفي الوقت نفسه من بين الدول المصدرة للهجرة"، مشددا على ضرورة إيجاد حل للاحتفاظ بالساكنة داخل بلدانها من أجل المساهمة في تطورها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. ومن جهة أخرى أفاد المندوب السامي للتخطيط بأن هذا الإعلان يأتي في وقت تهدد عوامل مناخية والغازات المسببة للاحتباس الحراري الكرة الأرضية، الذي بسببه تعاني البلدان الفقيرة أكثر من البلدان الغنية. لويس مورا، ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان، نبه خلال الندوة إلى ضرورة مساعدة النساء والفئات الهشة، وقال في هذا الإطار: "إن عمل الصندوق في المغرب يتمثل في تتبع خطوات البرنامج التنموي المغربي، الذي سنساعده على التطور من أجل تأمين الحصول على فرص متساوية للنساء والرجال"، داعيا إلى تعزيز التنسيق من أجل التصدي للتحديات المناخية السياسية والاقتصادية. محمد فاسي فهري، مدير مركز البحث الديمغرافي بالمغرب، قدم معطيات إحصائية تفرض على الفاعل السياسي تحديات مرتبطة بتأمين صحة وتقاعد المغاربة في أفق 2050؛ مشيرا إلى أن عدد الشباب المقبلين على سوق الشغل في تزايد مستمر، خاصة الفئة العمرية بين 18 و24 سنة، وعددها يقارب 4 ملايين نسمة، وهو رقم سيستمر إلى غاية السنة نفسها. وأوضح مدير المركز أن عدم التلاؤم بين التكوين وسوق الشغل يزيد من تعقيد وضعية هذه الفئة، داعيا إلى تنزيل سياسات ناجعة لصالح الشباب، خاصة في مجال التشغيل. ونبه المتحدث ذاته إلى أن الهرم السكاني للمغرب يشهد ارتفاعا في عدد السكان الذين يتجاوز عمرهم 60 سنة، موضحا أنه في الوقت الراهن 4 ملايين شخص، وسيصل إلى 10 ملايين شخص في أفق 2050، أي تقريبا ربع ساكنة المغرب مستقبلا؛ وهو ما سيطرح مشاكل على مستوى النظام الصحي ونظام التقاعد، مضيفا: "لم نحل بعد مشاكل عدد من الأمراض، فيما ستنضاف إليها أمراض الشيخوخة، وهي مكلفة".