استقبل المواطن المغربي السنة الجديدة 2009 على نغمات زيادات متعددة في أسعار المواد الأساسية التي يعتمدها في معيشته،فبعد الزيادات التي عرفتها السنة الفارطة تحل السنة الجديدة حاملة أخبارا غير سارة للمواطن العادي الذي يئن تحت وطأة القهر و الضعف و الغلاء..فهذه زيادة في ثمن تذكرة الحافلات العمومية،وتلك زيادة في تسعيرة المشروبات في المقاهي التي تعتبر نادي و ملاذ الفقراء يفرغون فيها غضبهم و يبدلون فيها الجو على حد تعبير أحدهم،وهذه زيادة في الحليب و اللبن و....و أخيرا الزيادة في الجرائد.. "" المهم،بعد كل هذه الزيادات و بعد أن ارتفعت أسعار السكر و الزيت والدقيق فقد انخفض سعر المواطن العادي لينزل الى أبخس المستويات..لا قيمة له عند أولي الشأن من أمرنا...فهذا يصفهم بالبخوش و هذا بالذبان و هذا بكحل الراس و هذا بمزاليط و هذا ببوزبال و تعددت الألقاب والظلم واحد و الضربة واحدة.. وإذا كنا بالأمس نلوم فقط الدولة وأصحاب الشركات الكبرى على هذه الزيادات..فإنه يجب علينا اليوم أن نلوم كذلك الناس الذين يسكتون على هذه الزيادات..لأن سكوتهم هو الذي يغري الحكومة غير الشعبية والشركات الرأسمالية الجشعة بالزيادات...فماذا فعلت التيارات الشعبية التي واكبت الزيادات سوى التكتل في تنسيقيات والخروج في مسيرات شبه احتفالية و الوقوف في وقفات جماعية منددة بالزيادات وصابة جام غضبها على الحكومة التي يسيرها منافسيهم وذلك أمر فيه حديث رغم أنه يبقى غير شافي و سهل و في مقدور كل التنظيمات... لكن التصدي بالنقد لظاهرة الاستسلام للظلم وللزيادة و الانصياع لها فيتطلب شجاعة أكبر و جرأة أكثر لأنه في أحوال كثيرة يكون بمثابة نقد للذات لا يقدر عليه كثيرون.