في ما يلي عشر نقاط رئيسية حول انتخابات التجديد النصفي في الولاياتالمتحدة، المرتقب تنظيمها في الثامن من نونبر الجاري: سمي هذا الاقتراع بانتخابات التجديد النصفي لكونه ينظم في منتصف ولاية الرئيس الممتدة لأربع سنوات. يتعلق الأمر بموعد مهم من شأنه أن يمكن أحد الحزبين الرئيسيين في البلاد – الجمهوري أو الديمقراطي – من بسط سيطرته على البرلمان. ويعد هذا الاقتراع أيضا مؤشرا لقياس نسبة تأييد الإجراءات التي اتخذها قاطن البيت الأبيض في منتصف ولايته. يتشكل البرلمان الأمريكي (الكونغرس) من 535 نائبا، منهم 435 في مجلس النواب و100 في مجلس الشيوخ. في الوقت الحالي، يسيطر الحزب الديمقراطي على مجلسي البرلمان؛ بيد أن الديمقراطيين لا يتمتعون سوى بأغلبية صغيرة جدا ولا يحتاج الجمهوريون إلا إلى عدد قليل فقط من المقاعد الإضافية لتولي زمام الأمور، إذ يتعين عليهم الفوز ب5 مقاعد أخرى في مجلس النواب ومقعد إضافي في مجلس الشيوخ للحصول على الأغلبية. بالموازاة مع هذا الاقتراع، يتم تنظيم العديد من الانتخابات المحلية في اليوم ذاته. تشمل حكام الولايات أيضا. وعلى الرغم من أن هؤلاء الحكام لا يحصلون على مقاعد في البرلمان، فإنهم يقترحون وينفذون قوانين الولايات، وبالتالي يتمتعون بتأثير مباشر أكثر على حياة الناس. يمكن تحديد معالم بعض القضايا الكبرى على ضوء الفائز في هذه الانتخابات؛ فإن فاز الجمهوريون بأغلبية في البرلمان، وهو أمر محتمل، فمن المقرر أن يقدموا على إغلاق التحقيق في هجوم 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي. كما يمكنهم، بدورهم، فتح تحقيقات في قرارات بايدن، من قبيل إنهاء الحرب في أفغانستان. يتم تجديد انتخاب أعضاء مجلس النواب كل عامين، بحيث يتم ملء جميع مقاعد المجلس البالغ عددها 435، وهو الشأن ذاته بالنسبة ل35 مقعدا في مجلس الشيوخ (يشغل أعضاء مجلس الشيوخ مناصبهم لمدة ست سنوات). وبالعودة إلى التاريخ، فإن حزب الرئيس يحصل غالبا على نتائج مخيبة للآمال في انتخابات التجديد النصفي، إذ إن الديمقراطيين خسروا مجلس النواب في عام 2010 بعد عامين من رئاسة باراك أوباما؛ بينما خسر الجمهوريون مجلس النواب بعد عامين تحت حكم دونالد ترامب. يعتبر أداء الحزب حتى نصف ولاية الرئيس، بصفة عامة، وسيلة للحكم على شعور الأمريكيين تجاه أداء الرئيس وكيف سيكون أداء الحزب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. تتمثل الانشغالات الرئيسية للناخبين الأمريكيين في الاقتصاد والتضخم والحق في الإجهاض ووضعية الديمقراطية في البلاد والجريمة والهجرة. تكتسي بعض الولايات أهمية خاصة، إذ ستحظى بمتابعة دقيقة من قبل المحللين السياسيين؛ ومن بينها ولايات أوهايو وبنسلفانيا وكارولينا الشمالية وميشيغان وجورجيا وأريزونا وفلوريدا. وتعتبر جلها، وبدرجات متفاوتة، "ولايات متأرجحة" تشهد انقساما عميقا على المستوى السياسي، وتتأرجح بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين على مدار المواعيد الانتخابية. وستكون هذه الولايات مهمة خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024. بالإضافة إلى ذلك، وحيث إن بعض هذه الولايات يصبح أكثر ديمقراطية والبعض الآخر ينتخب الجمهوريين بشكل أكبر، فإن الطريقة التي تعتمدها في الانتقال واختيار الناخبين لمرشحيهم يمكن أن يتنبأ بالفرضية الخاصة بالمستقبل السياسي المحتمل للبلاد. بعد انتخابات التجديد النصفي، يتحول الانتباه إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وقد تكون هذه نسخة جديدة لعام 2020، لا سيما أن الرئيسين الحالي بايدن والسابق ترامب يعتزمان الترشح مرة أخرى.. غير أن ترامب لم يصدر بعد إعلانا رسميا؛ في حين أن عمر بايدن، الذي بلغ ال80 سنة، أصبح يشكل مصدر قلق بالنسبة إلى بعض الديمقراطيين. و.م.ع