حقق الديموقراطيون انتصارا كبيرا مساء الثلاثاء في الانتخابات التشريعية الأميركية بمنتصف الولاية الرئاسية بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب، غير أن "الموجة الزرقاء" المرتقبة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تحصل. واحتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس الشيوخ، ما أتاح لترامب الإعلان عن "نجاح هائل" بدون أن يأتي على ذكر خسارة حزبه مجلس النواب. وهذا الانتصار الديموقراطي سيكبل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021. وتعهدت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي "بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب"، واعدة في المقابل بأن "كونغرس ديموقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات". وبعد عامين على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة من دون أن تكون له أي خبرة سياسية أو دبلوماسية، تهاتف الأميركيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع. واستعاد الديموقراطيون مجلس النواب لأول مرة منذ العام 2010، فيما احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس النواب مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التلفزيون الأميركية. وهذا ما سيضع الولاياتالمتحدة في يناير 2019 أمام كونغرس منقسم على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص ترامب. وغالبا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لغير صالح حزب الرئيس، لكن خسارة مجلس النواب على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة تشكل انتكاسة شخصية لترامب بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاء حقيقيا على شخصه. نتائج أولية تمكَّن الحزب الديمقراطي من انتزاع التفوق من منافسه الحزب الجمهوري في مجلس النواب، وفق نتائج أوَّلية غير رسمية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي. ويتقدم الحزب الديمقراطي على منافسه بعد حصوله على 178 مقعداً مقابل 168 للحزب الجمهوري، من أصل 435 مقعداً في مجلس النواب، بحسب نتائج أولية نشرها الإعلام في الولاياتالمتحدة. ومن الملاحظ أن الديمقراطيين تمكنوا من اقتناص 24 مقعداً من الجمهوريين، بحسب آخر النتائج. وكان من المفترض أن يقتنص الديمقراطيون 23 مقعداً على الأقل من الجمهوريين من أجل انتزاع الأغلبية في مجلس النواب. وسيتحدد التوزيع النهائي للمقاعد في مجلس النواب وفقاً لعدد المقاعد التي سيحصل عليها الديمقراطيون في 18 منطقة يسيطر عليها الجمهوريون. ولتحقيق الأغلبية في مجلس النواب يتوجب الفوز ب218 مقعداً على الأقل. ويمتلك الحزب الجمهوري حالياً 237 مقعداً، مقابل 193 للحزب الديمقراطي، وهناك 5 مقاعد شاغرة لأسباب مختلفة. وتعتبر هذه الانتخابات من أهم الاستحقاقات الانتخابية النصفية في الولاياتالمتحدة خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما أن نتائجها ستلعب دوراً مهماً في تحديد مسار ما تبقَّى من ولاية الرئيس دونالد ترمب. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن الجمهوريين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، وأنه من المرجح أن يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب.