حقق الديموقراطيون انتصارا كبيرا مساء الثلاثاء في الانتخابات التشريعية الأميركية بمنتصف الولاية الرئاسية بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب، غير أن “الموجة الزرقاء” المرتقبة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تحصل. واحتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس الشيوخ، ما أتاح لترامب الإعلان عن “نجاح هائل” بدون أن يأتي على ذكر خسارة حزبه مجلس النواب. وهذا الانتصار الديموقراطي سيكبل عمل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في النصف الثاني من ولايته حتى العام 2021. وحرص ترامب الذي اثبت حتى الآن عن مهارة سياسية، في الايام الأخيرة على الإشارة إلى أن الحملة المكثفة التي خاضها دعما لحزبه اقتصرت على المرشحين لمجلس الشيوخ لعدم توافر الوقت الضروري لدعم المرشحين لمجلس النواب وعددهم كبير. واتصل ترامب برئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ليهنئه “على التقدم التاريخي” في هذا المجلس حيث عزز الجمهوريون غالبيتهم، بحسب ما أفادت المتحدثة باسمه ساره ساندرز. وتعهدت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي “بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب”، واعدة في المقابل بأن “كونغرس ديموقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات”. وبعد عامين على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة من دون أن تكون له أي خبرة سياسية أو دبلوماسية، تهافت الأميركيون بكثافة إلى مراكز الاقتراع. واستعاد الديموقراطيون مجلس النواب لأول مرة منذ العام 2010، فيما احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم في مجلس النواب مع احتمال زيادتها بمقعد أو مقعدين، بحسب شبكات التلفزيون الأميركية. وهذا ما سيضع الولاياتالمتحدة في يناير 2019 أمام كونغرس منقسم على غرار مجتمع يشهد شقاقات عميقة حول شخص ترامب. وغالبا ما تكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية لغير صالح حزب الرئيس، لكن خسارة مجلس النواب على الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة تشكل انتكاسة شخصية لترامب بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاء حقيقيا على شخصه. وكانت الخارطة الانتخابية القائمة هذه السنة لصالح الجمهوريين، إذ أن ثلث مقاعد مجلس الشيوخ المطروحة للتجديد تتعلق بولايات ذات غالبية محافظة. ولا يمكن الحصول على أرقام دقيقة لنسبة الإقبال لعدم وجود هيئة انتخابية موحدة تجمع المعطيات بصورة مركزية، لكن في ولايات تكساس ونيويورك وماريلاند، أبدى الناخبون والمراقبون الذين استجوبتهم وكالة فرانس برس دهشتهم لكثافة الإقبال على التصويت.