قال عبد الله بوصوف، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إنه "منذ افتتاح الدورة التشريعية الجديدة طرح خطاب الملك محمد السادس ضرورة إيجاد الحلول لمعضلة ندرة الماء التي تواجه بلادنا، وفي هذا السياق يأتي المؤتمر العلمي حول 'حكامة المياه وتدبير الندرة: التحديات والأولويات'". وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي افتتحه، اليوم الجمعة، هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعدّدة التخصصات التقنية، بمدينة ابن جرير، ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أوضح بوصوف أن هذا اللقاء "يندرج ضمن التواصل بين الكفاءات المغربية بالداخل والخارج، الذي يعتبر أحد الضمانات لرسم معالم المخطط الوطني الجديد للماء، بفضل ما تملكه من تخصصات في مجالات المياه والتغيرات المناخية والذكاء الاصطناعي والطاقات المتجدّدة". وعن أهمية هذا المؤتمر العلمي، الذي حضره عزيز بوينيان، عامل إقليم الرحامنة، يقول المتحدث ذاته: "تتمثل قيمته في الاستفادة من خبرات مغاربة 12 بلدا، يشتغلون في 44 مؤسسة دولية، وبالتعاون مع جامعة محمد السادس التقنية بمدينة ابن جرير، من أجل التفكير في اعتماد التكنولوجيا الحديثة في مجالات اقتصاد الماء، وإعادة استخدام المياه العادمة، وترشيد استغلال المياه الجوفية". وأكد رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أن "المغرب يحتاج إلى أبنائه بالداخل والخارج، ليواجه أزمة الجفاف التي يعرفها بين فينة وأخرى، برؤية استباقية لمواجهة ندرة الماء، من خلال تأسيس حلول مستدامة لهذا التحدي الذي يؤدي إلى نتائج وخيمة، من قبيل الهجرة الداخلية والخارجية". "ولأن النموذج التنموي الجديد تحدث عن اقتصاد المعرفة، الذي يشكل رأسمال الكفاءات المغربية بدول العالم، التي نفتخر بها، فإن المؤتمر ذاته يشكل فرصة لمد الجسور بين كفاءات الداخل والخارج، لتضافر جهودها لمواجهة التحديات بالشراكة مع المؤسسات الأخرى، لتجنيب بلدنا كل المخاطر قبل وقوعها"، يورد المتحدث نفسه. وأكد بوصوف على ضرورة خلق وكالة للاهتمام بالكفاءات المغربية بالخارج، لتحديد الخصاص الذي يعرفه المغرب في عدة قطاعات، وتحديد مكانه وربطه بالكفاءات المغربية بالداخل، للاستفادة من هذا الخزان الذي شكل المنقذ من المعضلات للعديد من الدول، كالصين التي استفادت من جاليتها بالولايات المتحدةالأمريكية لحل معضلة التعليم". وخلال هذا المؤتمر أوضح عزيز بوينيان، عامل إقليم الرحامنة، الذي بدأ مساره المهني سنة 1995 كإطار بوكالات الحوض المائي، أنه لم يدرك معضلة إشكالية ندرة المياه حتى تولى مسؤولية الإدارة الترابية بإقليم تاوريرت، والرحامنة خصوصا، "التي يعتمد اقتصادها على الفلاحة". وأضاف المسؤول ذاته، في الجلسة الافتتاحية عينها، أن "معضلة المياه تحتاج إلى تفكير جديد"، مستدلا ب"الضربة القوية التي تلقتها سلسلة الصبار بمنطقة تعيش أسوأ موجة جفاف منذ 40 سنة، وندرة الماء التي أصبحت تنهك جل ساكنة الإقليم"، ومقترحا "إدماج سلاسل نباتية وحيوانية تتكيف مع الظروف المناخية المحلية". أما ليلى ماندي، مديرة المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة، فأشارت إلى أن "الإشكال لا يحتاج إلى تشخيص"، وإلى أن "التفكير يجب أن ينصب على الحلول التي بلغ المغرب في بعضها مبلغا، حين أصبح يسقي مناطقه الخضراء بالمياه العادمة، مع تحلية مياه البحر"، مستدركة: "لكن مواجهة هذه المعضلة في حاجة إلى تطبيق القانون بصرامة ضد كل من يبذر الثروة المائية". يذكر أن المؤتمر العلمي حول حكامة المياه وتدبير الندرة يرمي إلى تقديم الحلول العملية الناجعة لندرة المياه، من خلال "السياسات التنموية والموارد المائية"، و"حكامة المياه"، و"استعمال المياه غير التقليدية"، من خلال تحلية المياه لتأمين الماء الصالح للشرب خاصة، واعتماد تقنية الاستمطار، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في الزراعة والسقي، و"الأمن المائي والأمن الغذائي"، في ارتباط بالرفع من "كفاءة المياه في القطاع الزراعي وإشكالية استدامة الزراعة المروية". ويشارك في هذا المؤتمر خبراء وباحثون ومسؤولون مغاربة في المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة في مجال المياه والتغيرات المناخية والطاقات المتجددة، من بينهم كمال الودغيري، عالم الفضاء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، واسمهان الوافي، كبيرة العلماء لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومحمد حيات، الخبير الدولي والأستاذ الباحث في تقنيات تحلية المياه بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، وحمو العمراني، خبير المياه لدى الوكالة الألمانية للتعاون الدولي. ومن المشاركين في مؤتمر حكامة المياه كبير الخبراء في الأمانة الفنية للمجلس الوزاري العربي للمياه بجامعة الدول العربية، ومستشار التكيف مع تغير المناخ في قطاع المياه، وخبير في الماء والزراعة والمناخ لدى الأممالمتحدة، ومصطفى التومي، كبير الخبراء في الشبكة الخليجية الأوروبية للطاقة النظيفة، والمدير الإقليمي السابق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وعبد الغني الشهبوني، رئيس المعهد الدولي لبحوث المياه، وعبد الوهاب زايد، المستشار الزراعي في وزارة ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وشرفات أفيلال، الخبيرة في مجال المياه والوزيرة السابقة المكلفة بالماء في المغرب، وجواد الخراز، الخبير في الاستشعار الفضائي وتحلية المياه، وعضو الجمعية الأوروبية لتحلية المياه، والمدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بالقاهرة، وأحمد الكروري، الخبير في مجال الماء والبيئة، وعميد ونائب رئيس الجامعة الدولية للشؤون الأكاديمية في أبيدجان، ورشيد عبابو، الخبير الدولي في إدارة الموارد المائية، والأستاذ الفخري بالمدرسة الوطنية العليا للمهندسين في فرنسا.