كشفت معطيات حديثة ارتفاع عدد المفقودين المغاربة في الحدود اليونانية التركية، الذين كانوا يرغبون في العبور إلى الضفة الأوروبية؛ فيما تتعالى أصوات حقوقية للعمل على إعادة جثث بعض "الحراكة" القابعة في اليونان. وتتعدد أسباب اختفاء المهاجرين المغاربة، حيث هناك من أضاعَ الطريق في غابات اليونان التي يتخذها 'الحراكة" محطة أساسية للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي؛ فيما توفي بعضهم بسبب "موجة البرد". ووفقا لمعطيات قدمتها صفحة "مفقودون في الطريق إلى أوروبا" فقد توفي الشاب المغربي سعيد، المنحدر من دوار تكلكولت التابع إداريا لجماعة ألنيف (إقليم تنغير)، بسبب موجة برد في ضواحي مدينة أوزون أوبرو". وتستعد أسرة الشاب المغربي لاستقبال جثمانه بعد أكثر من 10 أشهر على وفاته، بعدما اتصلت السفارة المغربية بأثينا بالأسرة لإخبارها بأن الطائرة التي ستقل الجثة ستصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء الأسبوع الجاري. وحاول الشاب المغربي، البالغ من العمر قيد حياته 25 سنة، العبور من تركيا عبر اليونان للوصول إلى ألمانيا؛ إلا أن موجة برد أدت إلى وفاته أثناء محاولته عبور اليونان مشيا على الأقدام مع رفاقه في الرحلة. كما أكد المصدر ذاته فقدان شاب آخر يدعى بلال زاكي حاول الدخول إلى دولة بلغاريا في 16 شتنبر الماضي، عبر الحدود التركية. ويضطر هؤلاء "الحراكة" في رحلتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى ترك جوازات السفر عند بعض المعارف في تركيا، بسبب خوفهم من ضياعها أو تعرضها للتلف، لا سيما أن قوات الناتو والجيش اليوناني لا يبديان أي مرونة في التعامل مع هؤلاء، حيث تتم معاملتهم كغُزاة يهددون الأمن الداخلي للبلد وليس كلاجئين. وبدأت السلطات التركية تنزيل خطتها الرامية إلى ترحيل مئات المهاجرين المغاربة الموجودين في البلاد بطريقة غير قانونية، حيث باتت تفرض حصارا أمنيا مشددا على "الحراكة المغاربيين" الذين يتخذون من إسطنبول محطة عبور إلى دول الاتحاد الأوروبي. وكانت منطقة أدرنة الحدودية تمثل ملجأً لعدد من المهاجرين المغاربة الراغبين في العبور إلى الضفة الأوروبية، بينما عملت السلطات التركية على ضمان نقلهم إلى الحدود بالقرب من اليونان. ويعيش مئات المغاربة في عدد من المدن التركية ينتظرون "ساعة الصفر" لبدء "رحلة العمر"، التي قد تبدو هذه المرة أكثر خطورة بسبب الإجراءات الأمنية الخانقة على مستوى الحدود. ويعول "الحراكة" المغاربة على المهربين السوريين الذين سبق لهم أن قاموا بنقل عدد من المهاجرين عبر نهر ايفروس الحدودي، الذي يفصلُ ما بين اليونان وتركيا.