كشفت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها مدينة تنغير ضعف شبكات تصريف المياه، ما أدى إلى غرق الشوارع الرئيسية والأزقة بالمياه والأوحال، وهو ما أثار موجة غضب العشرات من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي من أبناء المدينة، الذين يطالبون المجلس الجماعي وشركاءه بالتدخل لحماية المواطنين وممتلكاتهم في التساقطات المقبلة. وعجت الشبكات الاجتماعية في الأيام الماضية بكثير من الأشرطة التي أظهرت تحول الشوارع الرئيسية الكبرى بمدينة تنغير إلى "أنهار" بفعل غزارة التساقطات المطرية، قبل أن تتدخل السلطة المحلية والوقاية المدينة ومتطوعو الهلال الأحمر لفتح بالوعات شبكة تصريف المياه. وتسببت التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها المدينة، الأسبوع الماضي، في إغراق شوارعها وأزقتها، بسبب ضعف البنية التحتية وضعف شبكة تصريف المياه، ما دفع بالعديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق نداء استغاثة إلى السلطات المختصة للتدخل لدى المجلس الجماعي والقطاعات المتدخلة لإصلاح الوضع. عبد الحميد أغرود، من ساكنة تنغير، قال: "إن جل الشوارع الرئيسية في ليلة التساقطات المطرية الأخيرة أغرقت عن آخرها بمياه الأمطار"، مشيرا إلى أن "ذلك تسبب في خسائر كبيرة لأصحاب العربات وعموم المواطنين والتجار"، وإلى أن "بعض المنازل والمحلات التجارية بشارع محمد الخامس وبئر إنزران غمرتها المياه". وفي السياق ذاته، دعت بعض الفعاليات المحلية المجلس الجماعي لمدينة تنغير، والقطاعات المتدخلة، إلى توفير مضخات مطرية ضخمة من شأنها تصريف مياه الشوارع والأحياء السكنية والأزقة، إلى جانب إعداد خطط عملياتية ترمي إلى حل مشاكل شبكات تصريف مياه الأمطار، لعدم تكرار إغراق الشوارع ومنازل وممتلكات المواطنين بمياه الأمطار والأوحال. وحسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية، في ليلية التساقطات المطرية الأخيرة، فإن السلطة المحلية وأعوانها والوقاية المدنية ومتطوعي الهلال الأحمر المغربي تدخلوا لفتح بالوعات شبكة تصريف المياه، وهو ما مكن من تراجع منسوب المياه في الشوارع، بعدما بدأت المياه تغمر المنازل والمحلات التجارية. وتعليقا على الموضوع، كشف مسؤول في مجلس جماعة مدينة تنغير، في تصريح مختصر لهسبريس، أن الأمطار الأخيرة التي تم تسجيلها بالمدينة وضواحيها عرت هشاشة البنية التحتية بالمدينة، مشيرا إلى أن المجالس المتعاقبة تتحمل المسؤولية عن الوضع، خاصة أن المجلس الحالي تسلم زمام الأمور خلال الولاية الانتخابية الحالية، وإلى أن هناك عملا يبذل من طرف المجلس الجماعي والإدارات المعنية لتجاوز المشكل في المستقبل. في المقابل، كشف المدير الإقليمي لقطاع الماء بتنغير أن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الماء، بعد التساقطات المطرية الأخيرة، أطلق مشروع "التنظيف المائي لشبكة الصرف الصحي السائل في مركز تنغير وبومالن دادس"، موضحا أن هذه العملية تدخل في إطار العمليات الاستباقية التي تقوم بها المديرية الإقليمية ل"قطاع الماء". وتروم هذه العملية، يضيف المسؤول ذاته، تنقية مجموعة من النقط السوداء الخاصة بقنوات الصرف الصحي وبالوعات مياه الأمطار، وكذا تنقية قنوات الصرف الصحي المتواجدة بعدد من محطات الضخ للمياه العادمة، مشيرا إلى أن "هذه العملية تأتي في شطرها الثاني بعد العملية الأولى التي قام بها المكتب شهر يونيو الماضي؛ وذلك في إطار الاستباقية لتيسير تصريف مياه الأمطار في فصل الشتاء".