لازالت الطاحونة الهمجية الإسرائيلية تسير على إيقاعها المعتاد، إيقاع القتل والدمار وقودها في ذلك أرواح الأبرار من أبناء غزة، ودعما كاملا ومكشوفا من قبل النظام الرسمي العربي الذي أبان عن انتهاء مدة صلاحيته وانزوائه المذل للتشفي من مهازله ونكباته.خاصة وأن ما قام ويقوم به الكيان الغاصب المحتل لا يترك أي لبس في فهم اللعبة، فالطاحونة تطحن والدائرة تدور ، وعلى من سيأتي الدور.......؟؟؟ . "" وهذا ما يجب أن تضعه نصب أعينها الأنظمة العربية الهزيلة، وأصحاب الاتفاقيات الاستسلامية التي لازالت تغط في سباتها العميق وتتظاهر بأنها لم تستوعب الدرس لحد الآن، فإلى متى ؟؟؟ خاصة وأن العدوان البربري الذي تشنه إسرائيل بالوكالة هو عدوان على الأمة العربية قاطبة، وأن دورهم سيصل إن آجلا أو عاجلا. إن هؤلاء المتواطئين على القضية الفلسطينية لم يفهموا أو لا يريدون أن يفهموا أن تلك العصابة الصهيونية المجرمة تحلم ببناء إسرائيل الكبرى، وأن الانقضاض عليهم ليس سوى مسألة وقت ، وذلك وفقا لطرح بن غور يون الذي يقول أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت هذا أولا ،ثانيا ترحيل من بغزة إلى صحراء سيناء وتوطينهم هناك، ومن بالضفة إلى الأردن وانتهت القضية. وبعدها تتفرغ إسرائيل إلى الثيران الباقية من أحمر، وأصفر، وبني................ كل هذا و النظام المصري بقيادة رئيسه يحاول تمرير إملاءات إسرائيل وذلك بالضغط على قوى المقاومة بالقبول بشروط العدو، والعمل على إركاع الشعب الفلسطيني الذي أبى هذا الذل. إنه من العيب والعار أن نشاهد على القنوات الفضائية بعض ما يسمون بالقادة العرب يتسارعون في إفشال عقد قمة عربية قبل أن تعقد، رغم أننا متيقنون بفشلها منذ البداية والدليل على ذلك الانقسام العربي العربي. وقد صدق فيهم المثال القائل " اتفق العرب على ألا يتفقوا" هذا الانقسام هو الذي أعطى الذريعة للكيان الصهيوني لمواصلة جرائمه البشعة التي لم تحرك لا المجتمع الدولي الفاقد للشرعية منذ سطوة أمريكا عليه، ولا المنظمات الإنسانية خصوصا الغربية التي عودتنا بفضحها للانتهاكات الممارسة من قبل الدول اتجاه الشعوب. فاكتفت بالشجب والتنديد والدعوة إلى إرسال لجن تحقيق في الجرائم المرتكبة. أو ليست هذه الصور المرعبة التي تنقل عبر فضائيات العالم و التي تقشعر لها الأبدان أدلة دامغة لتقديم القادة الصهاينة إلى محكمة الجنايات الدولية؟ . إن رائحة التواطؤ مع العدوان الصهيو أمريكي أزكت أنوف الشعوب، وباتت مكشوفة للصغير والكبير، للأمي والمتعلم، للسياسي وغير السياسي. هذا التواطؤ والتضليل قامت به أيضا بعض الأقلام المأجورة والمحسوبة على هذا الخط المسمى بالمعتدل، وأخذت تزور الحقائق وتعمل ما بوسعها على تعتيمها وقلب الصورة وذلك بتحميل الضحية المسؤولية ، وتساوي بين الجلاد والضحية. فهذه الأنظمة العربية الرسمية لم يبق لها سوى القول بفم ملآن أنها عاجزة وغير قادرة عن القيام بأي شيء، سوى الدوران في حلقات مفرغة والتلاعب في أحاديث ومزايدات سياسوية مجانية من قبيل مكان عقد القمة، زمانها ،لماذا هذا البلد دون ذاك، أو ليست هذه طرق ملتوية للتسلخ من عبء دم فلسطيني يلطخ وجودهم وتاريخهم، ألم تند جباههم البارقة- من شدة العز والبذخ الذي يغرقون فيه - حينما يرون صورا لأطفال ونساء ورجال تلاشت أجسادهم واختلطت ببعضها البعض إلى درجة بات التفريق بينها أمرا مستحيلا. ولازالت الطاحونة تسير، وعزاء هؤلاء الأحبة في غزة تظاهرات رجت بها الكرة الأرضية بجماهيرها من أقصاها إلى أقصاها. فالشعب الفلسطيني في غزة لا ينتظر عطفكم ، ولا خجلكم، ولا استنكاركم، ولا حتى شجبكم، بل ينتظر منكم أن تسألوا تشافيز عن وصفته السحرية التي جعلت منه شجاعا، لتتبعوا منواله. إن هوغو تشافيز، والرئيس البوليفي حركت مشاعرهما هذه الحماقة الهمجية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ،فقاما هذان الشجاعان بطرد السفير الإسرائيلي ، وقطع العلاقات الدبلوماسية معه، لأن ما تقوم به إسرائيل يتنافى مع الأعراف الدولية، ومع الأخلاق الإنسانية، و ذلك لا يشرفهما لاستمرار علاقات مع كيان مجرم وغاصب. نعم، إنهما نعم الرجلان.وكما يقول المثال الشعبي المغربي " تولد المرأة والتسمي عليه " هل هذان الرئيسان اللذان ينتميان إلى قارة أبعد عنا جغرافيا، عربيين أكثر منكم ؟ أكررها نعم الرجولة، ونعم الشهامة التي افتقدتها الأنظمة الرسمية العربية. لقد دخلت يا تشافيز إلى التاريخ العربي الشعبي، وليس الرسمي، من بابه الواسع، إنك بدأت مسيرتك عظيما ومحبا للشعوب، وها أنت تؤكدها مرة أخرى بوقوفك إلى شعب مظلوم، مظلوم من الصهاينة، ومن إخوته العرب.إن الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط يا تشافيز تهتف باسمك. وبات القريب والداني، الصغير والكبير يعرفك ويحمل صورك. ستبقى خالدا لدى الشعوب العربية، وسيحملونك في قلوبهم وذاكرتهم، وستنقل رجولتك وشجاعتك إلى أجيال الأجيال، ويتحدثون عنها، لأن التاريخ لن ينسى لك صنيعك كما فعل مع أمثال عنترة بن شداد....... نعم لقد أعطيت حقا درسا للجبناء الذين شاهدوا الحاخام اليهودي وهو يشعل النار في جواز سفره الإسرائيلي، معتبرا انتماءه لإسرائيل لا يشرفه لأنها كيان إرهابي يقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، هذا المشهد جعلهم يتسللون إلى جحورهم خائفين مرتعشين، محملين بخجل مسؤولية ما يقع في غزة لقوى المقاومة التي رفضت المبادرة المصرية التي جاءت لسحب البساط من تحت أقدام القرار رقم 1860 الذي صدر عن مجلس" أللأمن " الأمريكي، لأن إسرائيل طلبت من مصر أن تتقدم بهذه المبادرة لتشوش على باقي الدول التي تريد تطبيق القرار، وتدعي أنها بمبادرتها ستوقف العدوان، بل العكس، فهي أرادت أن تطيل من عمر المجزرة وتعطي فرصة أطول لإبادة أكبر عدد من الأبرياء، وحتى تصرف الأنظار عن رفضها لتطبيق القرار لأن ذلك سيحرجها أمام الرأي العام العالمي . هذا اللف والدوران الذي نلحظه في سياسة النظام المصري، يريد أن يموه الشارع العربي ويظهر بمظهر المنقذ والمدافع عن القضية الفلسطينية، وما رفضه الصريح للقمة التي دعت لها قطر، ومعه السعودية إلا تعبير عن انحيازه للكيان الصهيوني وللأمريكان لأنه يريد رضاهم للتأشير له على توريث حكمه الجمهوري. هذه الجعجعة الإعلامية التي نتابعها ما هي إلا تماطل في إيقاف العدوان البربري على غزة وإعطاء مزيد من الوقت للصهاينة لاستكمال أجندتهم التي رسموها منذ فترة. إن ما قامت به إسرائيل من تجاوز لقرار الأممالمتحدة الداعي إلى وقف العدوان هو بمثابة إعلان عن احتضار الأممالمتحدة ، وانهيار ما يسمى الشرعية الدولية التي فقدنا فيها الثقة منذ اجتياح العراق من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية دون أي سند قانوني، وأفول النظام العالمي الذي تتزعمه أمريكا . و لعل غزة قد تكون نقطة بداية نهاية العربدة الصهيو أمريكية .