لازالت آلة القتل الإسرائيلية تحصد الأطفال الفلسطينيين الأبرياء وبلغ عدد الشهداء 335 طفلا فلسطينيا حتى اليوم التاسع عشر من العدوان الإسرائيلي في صمت النظام العربي الرسمي وتخاذله وهو يتحلحل رويدا رويدا بخجل شديد في توجيه إدانته وشجب قتل الأبرياء من الأطفال . "" هذا الرقم لايمثل شيئا إذا ما نظرنا لآلة القتل الهمجية الإسرائيلية في ما خلفه العدوان الغاشم من إرهاب نفسي على بقية الأطفال الفلسطينيين من كوابيس مزعجة ومن مخلفات لها أثر رجعي على صبية فلسطين . هذا الرقم لايمثل شيئا أمام العديد من الأطفال الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة وإعاقات وبتر وشلل وتشوهات جسدية بليغة تترك نتائجها المؤلمة على جسد الصبية . إن حصد أرواح الأطفال الفلسطينيين وإن كان يمثل ثلث الشهداء إلى جانب النساء فإنه يطرح السؤال لماذا تتعمد آلة الهدم والدمار زهق أرواح الصبية الفلسطينيين ولماذا تسعى بكل وسائلها لجعل هؤلاء الأطفال الأبرياء لعبة في مخططها الكبير ؟ تعرف إسرائيل أن هؤلاء الأطفال وحسهم النضالي والمقاومتي في وجه العدو يكبر يوما بعد يوم ولكن في محاولة قبره وخلق نفسيات مضطربة لدى الأطفال طيلة حياتهم وصراعات نفسية قاسية لايمكن للطفل الفلسطيني تجاوزها وهو يرى الآلة الهمجية تحصد كل ما تراه أمامها وبذلك يكبر الاضطراب النفسي ويتسع مداه في تحقيق هدف استراتيجي قتل نواة المقاومة الفلسطينية لأن الأطفال هم خزانها الطبيعي . إن إشاعة جو القتل والتنكيل في صفوف الصبية دليل على مدى مهانة النظام الرسمي العربي وكيف سمح لإسرائيل أن تنفذ ما أرادت دون حسيب ولارقيب . في الصور التي بثتها قناة " الجزيرة " بشكل خاص وبعض المواقع الإلكترونية العربية تبيان على وحشية الجزار الإسرائيلي وعدم تفرقته بين الطفل والرضيع والمرأة والمقاوم ، أقول في تلك الصور إذا ما تأملنا البعض منها وما تخلفه من إحساس عما اقترفته الآلة الصماء الإسرائيلية متفوقة بأسلحتها من إحساس بالغبن والحسرة والألم وأنهر من الدموع لاتستطيع وقفها أمام الخسارة الكبرى التي مني بها الفلسطينيون في غزة في شهدائهم من الأطفال الأبرياء . تلك الصور للصبية صادمة ولاتجد تفسيرا لها سوى في رعونة النظام الرسمي العربي وقلة مرؤته وحيائه وجبنه . في صورة كل طفل فلسطيني شهيد برصاص الغدر تصغر صورة " الزعماء " العرب وتنهار ببؤس مهما حاولوا بكلماتهم مواساة شعب أعزل اخترقته الهمجية العمياء بدون تمييز . في صورة بكاء الأطفال الفلسطينيين العزل وعويلهم وقدرهم المحتوم وهو يخترق صدر طفل فلسطيني بالرصاص وهو رضيع بل أفدح من اختراق جسد بكم هائل من الرصاص . تعددت الإصابات في صفوف الصبية في الرأس والصدر وفي بتر الأطراف والأرجل بل وفي تشويه تلك الأجساد الصغيرة التي لا تستطيع النظر إليها في حالة من الذهول وفي حالة من الانحسار بالنسبة لنا نحن الكبار فما حسبك بأطفال صغار يطاردهم الموت ولايعرفون لهذا الموت اسما سوى في القنابل الفسفورية البيضاء والقنابل البخارية وفي المدافع التي لاتتوقف ليل نهار وما يحدثه ذاك الضجيج من ألم وخوف يدعو للقلق والتساؤل إلى متى يظل الموقف الدولي متفرجا على كيف يدبح الأطفال الفلسطينيون في واضحة النهار. في الصور المؤلمة للشهداء الصغار في غزة لم أستطع أن أتمالك نفسي عن فداحة الخسارة وحجم المصاب وفي شلال الدم الذي لم يتوقف أمام جبن النظام الرسمي العربي الذي ألعنه لأنه لم يستطع أن يبلغ كلمة نظام وأبلغ ما وصله يمكن أن نجدها في وتوصيفات القوادة والاسترزاق وبيع الملل والعهر السياسي . إن ما قامت به " الجزيرة " وهي تعرض صور الشهداء الصبية شجاعة ولكنها دمرت شيئا في أنفسنا لايمكن أن تمحوه السنوات من غبن النظام الرسمي العربي وهو يدفع أعز ما نملك للألة الشمطاء الإسرائيلية لتصفيتها ببرودة دم في قصوره النظري والمعرفي والإستراتيجي وتسبيق ملذات هو في غنى عنها أمام تآكل الذات العربية بكل مكوناتها وسحق هويتها . في قتل كل طفل فلسطيني في عزة مقياس عن همجية النظام العالمي وقسوته بل وجبروته في تعريض حياة الأبرياء بدعوى إبادة "حماس" ومن مولاها ولكنها القسوة التي خلفت في النفوس صورا من القهروالدمار والضياع والحسرة والألم لايمكن أن تنقضي برسو الحرب والعدوان على أهل عزة . في صور صراخ المحتجين من الشعب العربي أطفالا وشبابا وكهولا بكاء وعويلا تبرز بجسارة وبكبرياء وزغاريد أن قوة القهر والجبروت التي نفذت بها أله الغدر والقتل الإسرائيلية في صفوف أطفال غزة كرامة للشعب العربي التواق للحرية والصمود والتواق لاسترجاع هيبته ومن جانب آخر إذلال والخزي والعار لشرذمة النظام العربي إلى أسوأ مصير.... ولتحيا عزة ولتحيا الطفولة الفلسطينية ... ولتحيا الشعوب التواقة للحرية والكرامة الإنسانية ...