أعادَ الانقلاب العسكري الأخير ببوركينافاسو مشاكل السائقين المهنيين بدول إفريقيا جنوب الصحراء وغرب الساحل إلى الواجهة، بعد "محاصرة" عدد كبير من الشاحنات بالعاصمة واغادوغو في ظل تطبيق حالة الطوارئ من طرف القيادات العسكرية الانقلابية. وحسب مصادر مهنية، علقت أزيد من 35 شاحنة لنقل البضائع ببوركينافاسو بعد الانقلاب الجديد، فيما حوصرت عشرات الشاحنات بالنيجر والسنغال بعدما كانت متوجهة صوب بوركينافاسو، بسبب إغلاق الحدود بين هذه البلدان منذ تنفيذ الانقلاب. تلك الوضعية أثارت قلق المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، التي نبهت صانع القرار السياسي بالمغرب إلى "تداعيات وتأثير هذا الوضع غير المستقر على سلامة وأمن السائقين المهنيين للنقل الدولي للبضائع، وكذا على مركباتهم المحملة بالبضائع والسلع". لذلك، دعا المصدر عينه الدبلوماسية المغربية إلى "التدخل العاجل لتوفير الحماية الجسدية للسائقين المهنيين المحاصرين بدول إفريقيا جنوب الصحراء، وتوفير المواد الغذائية اللازمة لهم"، محذرا من "إمكانية السطو على الشاحنات المغربية بسبب عدم الاستقرار الأمني بجمهورية بوركينافاسو". وأعلنت سفارة المملكة المغربية ببوركينافاسو، في هذا الصدد، إحداث خلية لتتبع الوضعية الحالية، داعية المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتوخي الحذر الشديد، ومؤكدة أنها تتابع عن كثب الأحداث الجارية في البلد منذ يوم الجمعة. لكن المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط لفتت إلى "الحالية الصحية المقلقة لبعض السائقين المهنيين، في ظل إمكانية تعرضهم لوباء الملاريا بسبب الظروف المناخية التي تعرفها بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وغرب الساحل". وحول وضعية السائقين المهنيين المحاصرين بجمهورية بوركينافاسو وبعض دول إفريقيا جنوب الصحراء وغرب الساحل، قال مصطفى شعون، الأمين العام الوطني للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، إن "السائقين عالقون بهذه البلدان بعد إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية بينها عقب تنفيذ الانقلاب". وأضاف شعون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "أغلب السائقين تتوفر لديهم مؤونة غذائية محدودة تكفي لبضعة أيام فقط، والأمر نفسه ينطبق على المياه الصالحة للشرب"، مبرزاً أن "مخاوف المهنيين تتمثل في غياب الأمن بهذه البلدان، ما قد يعرضهم للخطر في أي لحظة". وواصل المهني عينه بأن "تلك الأحداث السياسية تفرمل عجلة التنمية التجارية بين المغرب وإفريقيا، على اعتبار أن أزيد من تسعين شاحنة للبضائع تمر بصفة يومية من معبر الكركرات، حيث تنقل المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه والتجهيزات ومواد البناء إلى منطقة الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء".