اهتمام مستمر بالأدب الإفريقي، وكتّابه، من طرف أكاديمية المملكة المغربية؛ هذه المرة من خلال ندوة دولية جديدة لكرسي الآداب والفنون الإفريقية، المنشأ في إطار الأكاديمية. وافتتحت الندوة المعنونة ب"الأسرة كمتاهة أو كاستعارة"، بتكريم الروائية ماري ندياي، الحاصلة على جائزة "غونكور" الرفيعة في مجال الأدب المكتوب باللغة الفرنسية. ومن المرتقب أن تستمر أطوار هذه الندوة اليوم الخميس وغدا الجمعة 23 شتنبر الجاري. أوجين إيبودي، مدير كرسي الآداب والفنون الإفريقية، قال إن "الأكاديمية المرموقة" تفتح في الدخول الأدبي والفني بإفريقيا النقاشات والتفكير في الأسرة، بوصفها موضوعا يهم "جوانب من حياتنا اليومية، والقانونية، والاجتماعية، ويطرح أسئلة أنثروبولوجية وتاريخية ومجتمعية وجغرافية". عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، تحدث عن الضوء الذي يسلط بشكل أكبر فأكبر على الأدب الإفريقي، بحصول أدباء من القارة على جوائز مثل "غونكور" "وسان سيمون" "وكامويس" و"نوستاد" و"نوبل للآداب". هذا الحضور المتزايد للأدب الإفريقي بالنسبة للحجمري، هو نتيجة دينامية متزايدة، قد تكون "مقلقة" للبعض أحيانا، لكنها "دائما شغوفة"، وتشهد "على رؤية للعالَم خلّابة بتفرّد". وتعكس هذه الدينامية، يقول أمين السر الدائم للأكاديمية، "تطلع إفريقيا إلى عدم الاستمرار في العيش في هامش الفكر، وألا يبقى هنالك هامش، ويكون المركز في كل مكان". ويتطلب تحقيق هذا المقصد، وفق المتحدث ذاته، تسريع فتح الحدود اللغوية للمعارف الإفريقية، وآلة واسعة لتشجيع الإبداع "في إفريقيا من أجل إفريقيا"، وألّا تبقى إعادة التراث الأدبي الإفريقي إلى موطنه محصورة في كونها أفقا للتفكير، بل تتعدى ذلك لأن تصير "أفقا للفعل والتشجيع". ومن أوجه الاهتمام المطلوب بالآداب والإبداعات الإفريقية من طرف أبناء القارة، يورد الحجمري، "الاهتمام بالكتاب والمفكرين والمثقفين المهمَّشين، والمنسيّين، والمُذَلّين في حياتهم"، وهو ما يفسر تخصيص الأكاديمية ندوة سابقة للكاتب يامبو أولوغم، الذي اتهم زورا بالسرقة الأدبية، من أجل "إعادة كرامته المنتهكة".