تعلمنا من زملاءنا الذين سبقونا في مهنة الصحافة أن "مانشيت" الصحيفة هو واجهة الصحيفة التي يضع فيها رئيس التحرير أهم الأخبار و أدق الأسرار التي لا يعرف القارئ عنها شيئا.. "" جريدة "الصباحية" انفردت بنشر مانشيت في غاية الخطورة و الأهمية الاثنين الماضي لدرجة أصابتنا جميعا بالذهول!!..المانشيت كان يقول بالخط العريض: "فضيحة جنسية بمقر قناة الرياضية"..!! اندهشت فعلا كما الجميع بهذا "المانشيط " و بحثت في الصفحات الداخلية عن تفاصيل هذا الحدث الخطير جدا الذي انفردت به الجريدة والذي غطى على الكوارث التي تحصل يوميا في بلادنا فلم أجد شيئا..!! دققت النظر في الصفحات مرة أخرى فلم أجد شيئا أيضا..!! دققت النظر جدا جدا جدا فوجدت "مقالا" صغيرا مختبئا مباشرة أسفل "المانشيت المرعب" يتحدث باقتضاب عن قرار لمدير قناة الرياضية "يونس العلمي" للعاملين يقضي بمنع دخول مقر القناة التلفزيونية بعد ال 11 ليلا!!وذلك بسبب- حسب مصادر مجهولة شديدة الاطلاع دائما - ضبط عضوين من القناة وهما يمارسان الجنس فوق مكتب.. طبعا لم يسميهما كاتب المقال –الحسين يزي- بالإسم -رغم أن الأمر يتعلق بفضيحة- مكتفيا بالإشارة إلى أنهما "معلّق و محررة صحافية"..!! "زميلنا" الحسين صاحب هذا السبق الخطير لم يكتف بهذا فقط.. بل قال إن المحررة الصحافية اياها كان اشتبه بها ذات مرة بالفعلة ذاتها مع عامل آخر في المرحاض!!.. وطبعا لكي نفهم سبب كتابة المقال الصغير أبو المانشيط العريض لم ينس الزميل أن يذكرنا في الختام بإشارة ذات معنى وحيد إلى أن "الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة تنكب حاليا على وضع لائحة تغييرات و تنقيلات في مصالحها المركزية و الجهوية".. القناة طبعا قامت برفع دعوى قضائية مستعجلة ضد جريدة الصباحية..و من غير المستبعد أن تستخلص من هذه الأخيرة بضعة ملايين من السنتيمات نظرا لجريمة التشهير ونظرا لصعوبة إثبات الجريمة حتى و إن كانت وقعت فعلا .. الحقيقة أن مثل هذه "المانشيتات" ذات الأهداف اياها تبقى وصمة عار على جبين الصحافة المغربية بغض النظر عن صدقها من عدمه.. الكل يعلم أن "الصباحية" خرجت من خيمتها مائلة منذ البداية كما يقول المثل المغربي..لكن القليل من الناس يعلمون أن سر بقائها في الساحة يعود إلى أنها تمول من أموال الشعب فقط لاغير.. و أتحدى الصحيفة أن تنشر أرقام مبيعاتها الحقيقية المخزية -هي وأخواتها في ماروك سوار- لكي يعرف كل واحد مقامه.. العاملون داخل الجريدة يتحدثون دوما عن الطريقة المهينة التي تم بها توقيف رئيس تحريرها السابق "حسن العطافي".. حيث منعه أمن المؤسسة من الدخول إلى مكتبه و اخباره بقرار الطرد في الباب في سلوك لا يمت للحضارة بصلة.. و تم تعيين "رضوان الرمضاني" مكانه بعد يومين فقط من طرده وسط ذهول العاملين بالمؤسسة.. استبشر البعض خيرا بمجئ هذا الأخير لكنه جاء يكحلها فعماها.. فحول الصحيفة بعد جهد جهيد شمل تغيير التصور و الماكيت الأساسي – حوالي 80 مليون سنتيم من أموال دافعي الضرائب- إلى نسخة رديئة من مجلة "نيشان" بعناوين دارجية من كلمة أو كلمتين و بمواضيع إنشائية لا تخرج عن دائرة الدعارة و المخدرات في محاولات يائسة لجلب المزيد من القراء وليس آخرها هذا "المانشيط"..مما جعل العاملون بالجريدة يتحسرون على أيام "العطافي" ..ومهنية أيام "العطافي".. أما صديقنا الحسين يزي.. فقد أثيت مهنيته حين كان ينشر بانتظام مقالات في بعض الجرائد الوطنية يسب و يشتم فيها جريدة المساء ولية نعمته التي كان يشتغل بها من قبل.. والتي طردته لسبب لن يضل في علم الغيب طويلا.. ملاحظة توصلت برسالة الكترونية من "عمر المرنيسي" مغربي مقيم بواشنطن يستغرب فيها هذا الصمت المغربي تجاه ما يقع في فلسطين.. الحقيقة –وهذه فقط وجهة نظرى- أن هذا "الصمت " لا يقتصر فقط على ما يقع في فلسطين بل يمتد إلى ما يقع داخل المغرب نفسه من مصائب وهذا أخطر.. الغريب أن نظام الحكم يتعامل مع هذا "الصمت الشعبى" على أنه دليل أمان و رضا عن جرائمه..وهو مخطئ على أية حال.. الناس صامتون فقط من باب : و الكاظمين الغيظ.. و أبسط عود ثقاب قد يقلب البلد عاليها سافلها .. وقديما قالوا : اتق شر من أحسنت إليه.. فما بالك بشر من لم تحسن إليه ؟؟؟!!! [email protected]