عبد المنعم دلمي أستاذ جامعي (صاحب الصورة) ، ومدير جريدة >الصباح<، ورئيس هيئة الناشرين المغاربة، وهو بكل هذه الصفات شخص معروف وموجود تحت الأضواء، وقد يكون موضع انتقادات أو هجومات حتى، مادامت جريدته لا تكف عن ممارسة الهجوم على هذه الجهة أو تلك، وقد يُكتب عنه مقال أو مقالات منتقدة أو معرفة به· وقد تحمل هذه المقالات أو البورتريهات مثلا، معطيات مغلوطة· لكن عند الرد عليها يجب على المرء أن يناقش هذه المعطيات ويوضح أنها خاطئة أو مختلقة ولا أساس لها من الصحة وتقديم ما تقتضيه مثل هذه المحاججات من براهين وحجج·· الخ خاصة وأن المعني استاذ جامعي ومدير جريدة لا يجب ان يخونه البرهان ولا الاقناع ولا المنهجية في الرد· لكن عبد المنعم دلمي حينما كتبت جريدتنا عنه بورتريها يتناول جانبا خفيا من سيرته، اعتبر ما كتب عنه هجوما· فدبج مقالا لا يرد فيه على المقال المنشور بجريدتنا، ولم يرد كأستاذ جامعي أو كمدير، وإنما رد بطريقة طفل في روضة للاطفال إذ يخاطب خصمه: >انت قلت في حقي كذا وكذا·· إذن أعد لي قطعة الشكلاطة أو القطعة النقدية التي أعرتك إياها البارحة<· انه فعلا رد طريف وظريف يشبه ظرف أبي دلامة، ولمن لا يعرف ظرف أبي دلامة نحكي له من سيرته هذه الحكاية: >حكي أن أبا دلامة كان واقفا يوما بين يدي الخليفة المنصور، فقال له سلني حاجتك· فقال أبو دلامة: كلب صيد· قال: أعطوه إياه· قال: ودابة اتصيد عليها· قال: أعطوه دابة· قال : وغلاما يقود الكلب ويتصيد به· قال: أعطوه غلاما· قال: وجارية تصلح لنا الصيد وتطعمنا منه· قال: أعطوه جارية· قال: هؤلاء يا أمير المؤمنين عيال، فلا بد لهم من دار يسكنونها· قال: أعطوه دارا تجمعهم· قال فإن لم تكن ضيعة فمن أين يعيشون قال: قد أقطعتك مائة جريب عامرة ومائة جريب غامرة· قال: وما الغامرة؟ قال: مالا نبات فيها· قال: قد أقطعتك يا أمير المؤمنين خمسمائة ألف جريب غامرة من فيافي بني أسد· فضحك وقال: اجعلوا المائتين كلها عامرة···< انتهت حكاية أبو دلامة الظريف فعلاً، أما دلمي فإن كان يشبه أحداً، فهو أقرب الشبه إلى أبي دلامة منه إلى الدليمي، حتى وإن كانا معاً من عشيرة واحدة.