تلقت قيادات جبهة "البوليساريو" مضامين الخطاب الملكي بكثير من التوجس السياسي، في ظل مخاوفها من انضمام فرنسا إلى لائحة الدول الداعمة للسيادة المغربية على الصحراء، وذلك بعد تحول الموقفين الألماني والإسباني، والتأييد الأمريكي لمبادرة الحكم الذاتي. وقد هاجمت مجموعة من قيادات الجبهة الانفصالية، في منشورات مختلفة، المملكة المغربية بعد الخطاب الملكي، حيث نددت بما وصفته ب"الضغط" الذي تمارسه الرباط على العواصم الأوروبية من أجل الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية. وفي هذا الصدد، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "الملك منذ اعتلائه العرش كرّس مقاربة استباقية من أجل مواجهة كافة مناورات خصوم الوحدة الترابية، وذلك بفرضه مخرجات عملية تحديد الهوية التي أشرفت عليها الأممالمتحدة". وأضاف سالم عبد الفتاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب بفضل الرؤية الملكية جعلت قيادة البوليساريو تعيش وضعا حرجا، بالنظر إلى اقتناع المنتظم الدولي بأهمية الطرح المغربي في حل النزاع المفتعل". وواصل الخبير عينه بأن "قيادة البوليساريو لم تستوعب المقاربة الاستباقية التي كرسها الملك في مختلف الخطابات حول قضية الصحراء المغربية"، لافتا إلى أن "نجاعة تلك المقاربة بدأت تتضح جليا في الفترة الأخيرة من خلال تحقيق مجموعة من الانتصارات المتتالية". وذكر المتحدث أن "الآية انقلبت على المعسكر الداعم للانفصال، بما يشمل الجزائر، حيث أصبح المغرب يمتلك زمام المبادرة، خاصة بعد قطعه مع سياسة الكرسي الفارغ بالقارة الإفريقية، وتدشينه مسلسل افتتاح القنصليات الأجنبية بمدينتي العيون والداخلة". وأبرز رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أن "المغرب يحظى بتقدير دولي، لا سيما من الأممالمتحدة التي باتت تتبنى مقاربة عقلانية تنسجم مع الطرح المغربي، لكن البوليساريو بدأت تستوعب ذلك بشكل متأخر، في ظل الإشعاع الاقتصادي بمناطق الصحراء المغربية التي تشهد تحولا استثماريا مهما". وشدد على أن "المغرب يطرح الحكم الذاتي بأقاليم الصحراء المغربية بوصفه المبادرة الوحيدة لحل النزاع المفتعل، وذلك تحت السيادة المغربية التي لا تقبل أي نقاش أو مزايدة، وهو ما أمكن استجلاؤه من مختلف الخطابات الملكية حول الموضوع".