في الصورة الصحافية والشاعرة اللبنانية جومانا حداد صدر بداية هذا الشهر العدد الأول من مجلة "جسد" التي تتخصص في أدب وثقافة الجسد. وحسب ما يقول النقاد فإن هذا المجلة مشروع رائد في العالم العربي. تُعرّف المجلة بنفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "مشروع ثقافي وفكري وأدبي وعلمي وفني جدّي. وتطلّب الكثير من التفكير والتمحيص قبل أن يتبلور ويتكّون". "" تدير المشروع وتترأس هيئة التحرير الصحافية والشاعرة اللبنانية جومانا حداد محررة الصفحة الثقافية في صحيفة النهار اللبنانية. وترى حداد أن الحياة الثقافية العربية باتت مهيأة لقبول مشروع من هذا القبيل. عن هدف المجلة الرائدة تقول جمانة حداد: "نحن نتوق إلى سد حاجة. وهذه المجلة هي حاجة في ثقافتنا العربية لأن الجسد هو حقيقتنا جميعا. ولكن هذا الجسد مُغيب عن حياتنا ولغتنا وثقافتنا العربية، وإذا كان يحضر فهو يحضر مشوهاً أو مهاناً أو ناقصاً. لهذا تهدف المجلة أن تعيد الاعتبار لهذا الجسد الإنساني واللغوي". ترى الصحافية حداد بأن المجلة ربما لا تساهم في تحويل موضوع الجسد ليكون من البديهيات في الثقافة العربية في زمن قريب إلا أنها تأمل أن تساهم المجلة في "في جعل مقاربتنا للجسد أكثر عفوية وعمقاً ووعياً". تقول الصحافية والشاعرة إن المجلة ترتكز في الدرجة الأولى على الحرية المطلقة وأنها لم ترسم أي خطوط حمراء لنفسها لذلك فإن الرقابة الإعلامية أبرز التحديات التي تواجهها المجلة. لكن حداد أردفت قائلة إن المجلة "لكي تعيش ستحاول أن توسع لنفسها مكانا في قلب الثقافة العربية. وهذا لن يكون إلا بخض أسس هذه الثقافة من طريق العقل والخلق". فكرة المجلة انبعثت عن رغبة الصحافية المؤسسة إعادة الاعتبار للجسد في الثقافة العربية. تقول حداد: "حياتنا مضروبة في الصميم في العالم العربي لأنها حياة مدمرة. هنالك عقود متراكمة من النفاق والخداع والممالأة والقهر. نحن كما نقول في لبنان نريد الشيء ونبصق عليه. في العلن ننتقد ونهاجم بينما غالبيتنا تمارس أموراً كثيراً تدينها علنا وليس لديها الشجاعة أن تتكلم عن الأمور في العلن". تتهم الصحافية في إعلان المجلة على موقعها الإلكتروني بعض المثقفين العرب بالشيزوفرينية حيث تقول: "هكذا غالبيتنا: تنهي عن المنكر بيد وتمارس الدعارة الفكرية باليد الثانية. توضح الصحافية هذا الانتقاد قائلة: "غالباً ما يكون الحديث عن الجسد والعري جيداً ومحبوباً ما دام الآخر هو الذي يكتبه ويقوله. نشيّد مسافةً سميكة تفصلنا عن المسائل الحساسة، فلا نلامسها ملامسة مباشرة، ولا نقترب منها، ولا نخاطبها إلاّ بطريقة ملتوية. لأجل ذلك لا اعتقد أني كنت مغالية في انتقادي هذا. كفانا مقاربة لأجسادنا وحيواتنا بهذه الطريقة الدونية أو الملتبسة، بهذا الإحساس بالخجل والعار، كما لو أننا نرتكب جريمة".