يستعد المركز العربي للأدب الجغرافي، "ارتياد الآفاق" في ربيع العام الجاري، لإصدار العدد الأول من مجلة "الرحلة"، وإطلاق مشروع "مخطوطة عربية صباح كل يوم" على موقع الوراق الإلكتروني.وقال الشاعر السوري نوري الجراح، المشرف على مركز "ارتياد الآفاق" ورئيس تحرير مجلة "الرحلة" إن العدد الأول سيصدر في أبريل المقبل، وستكون المجلة فصلية في العام الأول، ثم تصدر ست مرات عام 2011، وتتحول عام 2012 إلى الصدور الشهري، لتكون "أول مطبوعة شهرية عربية مصورة متخصصة في أدب الأسفار" وتضم تحقيقات مصورة وأدب الرحلات ورسوما وخرائط. وأضاف في بيان، للمركز، توصلت المغربية بنسخة منه، أنه يطمح إلى أن تكون المجلة "غير مسبوقة في تاريخ الصحافة العربية" في الشكل والمضمون، وأن تكون معرضا للفنون البصرية، وتكريسا لأدب عريق ومهمل في الثقافة العربية هو أدب العلاقة مع المكان والعلاقة مع الآخر. وقال الجراح إن المجلة ستقدم "مفاجآت مهمة" على صعيد رصد الأمكنة العربية والإسلامية، وسوف يركز العدد الأول على رسم صورة بصرية "غير مسبوقة" لمعالم حضارية في الخليج. من جانبه، قال رئيس المركز، الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، إنه في ظل اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية، وبمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس المركز، ستعقد في الدوحة هذا العام ندوة عنوانها "الخليج العربي والتواصل الثقافي الروحي والحضاري والتجاري مع العالم عبر عصور". وأضاف أن الندوة ستشهد توزيع جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة، ويقام على هامشها معرض للصور عنوانه "على خطى الرحالة في الخليج العربي"، ضمن مشروع متكامل يربط الشعر العربي بجغرافيته تحت عنوان "أرض المعلقات" الذي يحتفي بالمكان الخليجي "كمكان استراتيجي عبر التاريخ". وأفاد أن موقعي "الوراق" و"المسالك" على شبكة الإنترنت، سوف يخصصان ركنا لعرض المخطوطات العربية القديمة والمجهولة بواقع مخطوطة جديدة كل يوم "لخدمة التراث الثقافي العربي" في مجالات منها الشعر والنثر والفكر والتاريخ والمنطق والطب والفلك والجغرافيا والعلوم الشرعية. ومن المخطوطات التي ستعرض إلكترونيا "أخبار الحبشة" للمقريزي، و"كتاب الطب" لابن البيطار، و"قرة العيون في تاريخ اليمن"، و"رسالة في بقاء اليهود في أرض اليمن" لشرف الدين حسين بن محمد بن سعيد المغربي، و"رسالة ابن الناسخ المطرفي إلى خليفة بغداد الناصر"، و"مختصر المغني في الأدوية المفردة" لابن البيطار، و"أخبار الأخيار بما وجد على القبور من الأشعار" للبودي، و"تحفة الأدب في الرحلة من دمياط إلى الشام وحلب" لحمد بن صالح بن منصور الأدهمي الطرابلسي. من جهة أخرى، أوضح الجراح أن مشروع "ارتياد الآفاق"، الذي يهتم بأدب الرحلة، مشروع جغرافي عربي ينطلق من الإمارات ليلم بمجمل النتاج، الذي كتبه وسجله العرب عبر عشرة قرون، بداية من القرن العاشر الميلادي حتى النصف الأول من القرن العشرين، يصدر عن دار السويدي في أبو ظبي بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. المشروع في أساسه وفي مرماه غير تجاري، ويهدف إلى رصد الرحالة العرب والمسلمين وبناء مكتبة عربية من هذه الأعمال المتناثرة في المخطوطات والطبعات المبكرة غير المحققة تحقيقا جيدا. وقال الجراح في حديث سابق إلى "المغربية"، "ما دمنا نتحدث عن أدب الرحلة. فإننا نتحدث عن أدب وضعه العرب والمسلمون ثمرة لتجوالهم ورحلاتهم وبحثهم في ديار الآخر وبحثهم في عوالمهم وعوالم الآخرين، التي تنتمي إليها ثقافات أخرى، بهذا المعنى المشروع يهدف رصد نظرة تحولات، نظرة العربي والمسلم إلى ذاته من خلال الآخر والى الآخر، من خلال وعيه بطبيعة اختلاف هذا الآخر واختلاف صياغته لحياته ورؤيته لوجوده على الأرض". وأكد الجراح أن المشروع خطط في بدايته لتحقيق وطبع مائة رحلة. ما أثار الدهشة لأن الكثيرين لا يعرفون من أدب الرحلة سوى رحلة ابن بطوطة وابن جبير، وكانت المفاجأة أن يكتشف هؤلاء أن ابن خلدون له رحلة، وكذلك الغرناطي، فضلا عن العديد من العلماء العرب والمسلمين، خصوصا المغاربة، الذين أغنوا هذا المجال، من خلال مخطوطات تكلف المشروع بتحقيقها وبحثها ودراستها وتعليق هوامشها، ومن ثمة تقديمها تقديما عصريا، مشيرا إلى أن هذا العمل كان مضنيا، ومكلفا، شارك فيه فريق من المحققين وفريق من الأكاديميين العرب، سواء في المشرق أو المغرب العربي، فضلا عن باحثين من أوروبا وأميركا أيضا.