خلال ثلاثة أيام حافلة بالمداخلات والنقاش بين باحثين متخصصين في الرحلة العربية من مختلف الأقطار العربية، التأمت أشغال ندوة الرحالة العرب والمسلمين، اكتشاف الذات والآخر في محور الرحلة العربية في ألف عام وذلك أيام 22-23 و24 ماي 2009 بالرباط، من تنظيم المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق، حيث انعقدت الجلسات بالمكتبة الوطنية بمشاركة قرابة 30 باحثا تدخلوا ضمن ثلاثة محاور كبرى: - المعرفة: الحداثة، الآخر مرايا الذات والآخر. - مشرق ومغرب،عرب ومسلمون. - خطابات الرحلة العربية. وقد جاءت هذه الندوة التي أشرف على تنسيق أشغالها وتسييرها الشاعر نوري الجراح، بعد أربع دورات سابقة بالرباط 2003 والجزائر2004 والخرطوم2006 ثم الجزائر 2007، حيث عرفت الجلسة الافتتاحية توزيع جوائز ابن بطوطة لهذه الدورة وتكريم عبد الهادي التازي وعلي كنعان، وبالموازاة أقيم معرض منشورات المركز من كتب الرحلات العربية والدراسات الرحلية، كما صدرت بنفس المناسبة أشغال هذه الندوة كاملة في مجلدين. وقد عرفت الجلسات عددا من التدخلات، منها ورقة الساوري حول رحلة أبو دلف : من الاختلاف الثقافي إلى الاثنوغرافيا العفوية، أما الطائع الحداوي فقد تحدث عن الأيقونة وإنتاج الدلالة من خلال نص رحلي إيطالي حول المغرب، هو بصدد ترجمته. كما تدخل عبد النبي ذاكر في موضوع بلاغة الحجاج في سخرية الرحالين العرب من بلاد العم سام. وقدم عز المغرب معنينو أضواء جديدة بخصوص رحلة الجعيدي السفارية خصوصا في الجانب الاجتماعي الإنساني المغيب. وعاد شاكر لعيبي إلى الأوهام الإيديولوجية والتخليط بشأن رحلة ابن فضلان، مقدما حقائق جديدة تفضح عددا من الأغاليط .كما تحدث شعيب حليفي عن نص رحلي يحكي عن رحلة مغربية إلى الجزائر سنة 1902، ليبحث في وعي الرحالة ولاوعي النص. وحول الحداثة ومستوياتها في الرحلة المغربية خلال القرن التاسع عشر تدخل عبد الرحيم مؤدن، مقابل حديث سعد القرش وعلي كنعان وعلي بدر وخليل النعيمي وحسين شاويش وخالد النجار وتحسين يقين ونجوان درويش عن تجارب شخصية لمشاهد ظلت مطبوعة في ذاكرتهم. وقدم عبد الرحيم بنحادة حكاية اكتشافه لنص إسلامي في اليابان، كما قدمت نجاة المريني ورقة بخصوص الرحلة المغربية لابن حمويه السرخسي. وفي ختام الندوة أصدر الباحثون عددا من التوصيات المؤكدة على مواصلة البحث في الرحلة تحقيقا ودراسة، ونشر كل الأعمال وتعميمها في كل الوطن العربي.