قدمت إدارة فريق الفتح الرباطي نموذجا مثاليا في كيفية التعامل مع مفهوم الاحتراف، من خلال الاستثمار في أكاديميتها الخاصة، والعمل على تطوير مستوى الممارسة عبر تكوين الفئات الصغرى. ونظمت إدارة الفريق الرباطي، صباح اليوم، يوما تواصليا مع الإعلام من أجل تسليط الضوء على ما وصلت إليه الأكاديمية، التي تشتغل على الفئات العمرية من 6 سنوات إلى 12 سنة، وتتوزع على أربعة أحياء بارزة بمدينة الرباط، هي حي يعقوب المنصور متمثلا في ملعب الأمل، وحي السويسي الذي يحتضن ملعب هيلتون، إلى جانب ملعبي باب الرواح وأكاديميته الخاصة بحي الفتح. وشمل اليوم التواصلي زيارة ميدانية لجميع مرافق الأكاديمية، التي تعرف انخراط 2000 مستفيد بأعمار مختلفة، إلى جانب مركز تكويني في مستوى احترافي يضمن للاعبين جميع ظروف التكوين، إضافة إلى توفير جميع متطلبات الفريق الاحترافي، مع الحرص على الجانب التربوي والتعليمي. وتتطلع إدارة الفتح الرباطي إلى الانفتاح على العديد من النقاط في مستويات اجتماعية ذات طابع رياضي، حيث تعمل على إنشاء مدرسة كروية لفائدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، من أجل زرع حب الفريق في الجيل القادم. وفي سياق متصل، أوضح حمزة الحجوي، رئيس الفتح الرباطي لكرة القدم، أن مدرسة الفريق تصبو إلى صناعة جيل جديد من اللاعبين بشكل احترافي، قادر على بلوغ أرقى طموحاته في هذه الرياضة. وأضاف أن النادي يفتخر باحتراف لاعبيه في أوربا، ضاربا المثل ببدر بولهرود، خريج مدرسة النادي، المنتقل حديثا إلى نادي ملقا الإسباني، وبنايف أكرد، لاعب ديجون الفرنسي والمنتخب المغربي. وأبرز الحجوي أن الربح الذي ينتظره الفتح هو رؤية لاعبين تمرسوا في فئاته ويلعبون في أفضل الفرق الأوربية، وأيضا تمثيل المنتخب الوطني، موضحا أن الاستثمار في التكوين هو خطة عمل تُقتطف نتائجها على المستوى البعيد، ولا بد من الافتخار بها مستقبلا. وحسب سياسة الفريق السابقة، فقد اعتمدت الإدارة على التعاقد مع لاعبين من مدرسة النادي أو من فرق أخرى بمعدل أعمار صغيرة، وواصلت ذلك أيضا خلال هذا الميركاتو، لكن بأسماء تعد من أفضل اللاعبين. كما أن الإدارة جدّدت ثقتها في وقت سابق في المدرب وليد الركراكي، الذي يتعامل بشكل جيد مع هذه الثقة، ويقدم مواسم متميزة مع الفتح الرياضي. وقدم الفريق الرباطي موسما أفضل هذه السنة، حيث نافس بلاعبين شباب على المركز الثالث، وأحرج العديد من الأندية الكبرى، كما أزاح الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي عن المركز الرابع في آخر مباريات الموسم، وهو ينوي العام المقبل البحث عن أحد المراكز المؤهلة للبطولات الإفريقية، أو حتى المنافسة على البطولة للمرة الثانية في تاريخه، بعد بطولة سنة 2016 على حساب الوداد الرياضي.