بَات من غير الممكن تجاهل صفقات بيع حميد أحداد، وأيوب الكعبي، وقبلهم وليد أزارو، سواء من ناحية قيمتها المادية، أو من جانب نوعية هؤلاء اللاعبين الذين يسيلون لعاب أهم المنقبين التقنيين، فلا يتردّدون في دفع الملايير مقابل الحصول على خدماتهم، ويكونون بذلك في قمة ترتيب أغلى الصفقات محليا. والمثير في الأمر، أن هؤلاء اللاعبين الذين تألقوا ليلفتوا أنظار العالم إليهم، ما هم سوى منتوج خالص لفرق الهواة، التي تكاد تفتقر لأدنى شروط الممارسة، لكنها تأبى إلا أن تفرخ نجوما تحفظ بها ماء وجه مصنع كرة القدم الوطنية، ما يسبب الإحراج لأكاديمية محمد السادس مثلا، التي تسيّر بأموال طائلة، لكنها تعجز عن إخراج لاعبين جاهزين إلى الميادين، أو إنجاب "أسود" قادرة على الدفاع عن قميص المنتخب، كما كان الرهان يوم تأسيسها. وباستثناء حمزة منديل، ويوسف النصيري، اللذين لم يتلقيا كامل تكوينهما في أكاديمية محمد السادس، ذلك أنهما خريجا مدرستي الوداد والمغرب الفاسي تواليا، وطالما كانا محط انتقاد المراقبين كلما شملتهما دعوة الناخب الوطني هيرفي رونار للمشاركة مع المنتخب المغاربة، وكان آخرها في كأس العالم في روسيا. وبالعودة للاعبين الثلاثة، أبطال أهم الصفقات التي مرّت في تاريخ الكرة المغربية، فأيوب الكعبي مثلا تدرّج في فرق الأحياء، حيث برز مع اتفاق لالة مريم، قبل أن ينتقل إلى الراسينغ البيضاوي فإلى نهضة بركان، ومن ثمة أعلن نفسه أغلى لاعب مغربي بانتقاله إلى نادي هيبي الصيني في صفقة قياسية ناهزت 6 ملايير، فيما كان نادي اتحاد أدرار سوس الذي يبلغ أدنى مستويات التواضع في الإمكانيات الثنائي وليد أزارو وحميد أحداد، اللذين تألقا في البطولة الوطنية قبل أن تخطفهما الأهلي والزمالك في صفقات مهمة هي الأخرى. وفي الوقت الذي يجد فيه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس لجنة المنتخبات، نفسه مضطراً لعدم تجاهل الإخفاقات المتتالية للورش التقني داخل الجامعة، برئاسة ناصر لاركيت، بتأنيه قبل تجديد عقده وانتظار تمحيص تقرير كاشف للسنوات الأربع الأخيرة من عمل الإدارة التقنية، بات من المفروض الوقوف أيضا على مشكل التكوين الذي صرفت عليه الملايير في السنوات الأخيرة، غير أن أندية الدرجات الدنيا تبقى ورغم غياب الإمكانيات، الرحم الذي ينجب أبرز العناصر الوطنية، كما كان الحال مع الحافيظي من أبي جعد ومحمد أوناجم من الراشدية، وقبلهما هشام أبو شروان من العونات، وآخرون!