لَازال تعلّق المغاربة بمباريات كأس العالم الجارية في روسيا، والتي تقترب من أن تكشف عن بطل النسخة 21، ويبدو ذلك جليا من خلال تشجيع جميع المنتخبات، وخاصة القريبة جغرافيا من المملكة، وفيها من فضل الاستمتاع بمتعة كرة القدم دون قيود. إقصاء المنتخب المغربي من الدور الأول لم يكن آخر محطة للأنصار المغاربة، فهناك من فضّل البقاء في بلاد "الروس" لقضاء وقت أطول في فضاءات "Fan Zone" ومتابعة مباريات "المونديال" في جو حماسي يختلف كثيرا عما يعيشه في وطنه، ليجد البعض نفسه محددا لمعالم منتخبه الجديد، ويسانده كما لو ولد في أرضه. منذ انطلاق البطولة والبعض يحدّد الفريق الوطني الذي سيشجعه لعدم ثقته في "الأسود"، لكن مع قرب الحدث الذي يغيّر جنسيات المشجعين من دور إلى دور، اتّضح جليا أن البقاء للأقوى، ولا بد من مساندة منتخب على حساب آخر لعوامل يحدّدها "المشجع" الجديد، منها العلاقة التاريخية التي تربط المغرب مع دولة أخرى، أو من أجل لاعب محدّد يزاول في فريقه المفضّل أوروبيا. "زابيفاكا"، تميمة البطولة المختارة ل"مونديال" روسيا أفصحت عن طرفي النهائي الذي يجمع فرنسا وكرواتيا يوم الأحد المقبل في ملعب "لوزنيكي" في العاصمة "موسكو"، وهو ما قسم الشعب المغربي بين مناصر لأفارقة منتخب "الديكة" وعربها، وعلاقة الدولتين التاريخية، وارتباط نسبة كبيرة بلغة "موليير" السائدة، وآخر متعاطف مع دولة تصل للمرة الأولى لهذه المحطة، وقتالية لاعبيها وإصرارهم على بلوغ هدف مسطّر بإمكانيات لا تنافس المنتخبات التقليدية عالميا. نقطة أخرى أثارت عاطفة المغاربة ومال بها قلبهم نحو تشجيع منتخب "Vatreni" بفضل رئيسة البلد، كوليندا غرابار كيتاروفيتش، والتي صنعت الحدث بفضل تنقلها إلى روسيا لحضور مباريات منتخبها وتشجيع اللاعبين، حيث انتشرت فيديوهات لها كسرت فيها جميع أنواع "البروتوكول"، من خلال ارتداء قميص رياضي مثل باقي المواطنين، وتصرّح أنها سافرت بمالها الخاص واقتنت تذكرة كباقي المشجعين، وسافرت عبر الدرجة الاقتصادية، وهو الأمر الذي أكسبها احترام وحب عدد كبير من المغاربة. هي إذن قصة عشق وراثي لكرة القدم، ولا بد لمحبيها أن يختاروا قبل انطلاق مباراة الأحد، الفريق الذي يشجعونه للتتويج بلقب "المونديال"، وللمغاربة نصيب من هذا العشق، خصوصا بين منتخبين أظهرا للعالم أنهما الأجدر بالوصول إلى هذه المرحلة بعد تفادي عقبات منتخبات مرجعية في اللعبة.