الحديث عن الدولي المصري محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنجليزي هو أكثر ما تلوكه ألسنة المهتمين بكرة القدم؛ خاصة بعد المباراة التاريخية التي قدَّمها ضد فريقه السابق روما الإيطالي بتسجيله هدفين وصنعه هدفين آخرين في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال. السؤال الأكثر تداولا الآن هو: هل يستطيع محمد صلاح التتويج بجائزة أفضل لاعب في العالم هذا الموسم ويكسر ثنائية (ليونيل ميسي- كريستيانو رونالدو)؟ حتى اللحظة يتقدم ليونيل ميسي بالنسبة إلى التتويجات الجماعية هذا الموسم، فقد فاز بلقب كأس ملك إسبانيا، وهو على بعد نقطة من التتويج بالليغا، بينما يبقى صلاح ورونالدو أمام أمل وحيد وهو الفوز بدوري الأبطال. أما على مستوى الأداء الفردي، فمحمد صلاح يكاد يكون الأفضل، وبوصوله إلى الهدف رقم 43 في الموسم الحالي فإنه يتجاوزهما على مستوى الأرقام، كما يتقدم في سباق هدافي البريميرليغ وفي سباق الحذاء الذهبي. الأرقام إلى جانب صلاح يحطِّم صلاح جميع الأرقام القياسية في تاريخ ليفربول، فهو أول لاعب يسجل 10 أهداف لليفربول بنسخة واحدة من دوري الأبطال.، وسجل حتى الآن 43 هدفًا في جميع المسابقات هذا الموسم أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الاوروبية الخمس الكبرى. ويقف على بعد هدف واحد من الوصول إلى 44 هدفا في الموسم وهو ما نجح فان نيستلروي في الوصول إليه كأكثر لاعب من البريميرليغ يسجل أهدافا خلال موسم واحد. لديه 31 هدفا في البريميرليغ ما يعني أنه في صدارة المتنافسين على الحذاء الذهبي وأكثر من سجل في الدوريات المحلية الكبرى متقدما على ميسي وتشيرو إيموبيلي مهاجم لاتسيو (29 هدفا). سجل صلاح في 33 مباراة مختلفة وهو رقم لم يصل إليه مع ليفربول في موسم واحد سوى الأسطورة إيان راش 1982-83. صلاح هو أول لاعب إفريقي يسجل 10 أهداف في نسخة واحدة من دوري الأبطال متجاوزا الكاميروني صامويل إيتو الذي سجل 9 أهداف. وعليه: لم يأت اختيار صلاح كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وبتصويت زملائه محض صدفة، ورغم أن مانشستر سيتي هو من حسم اللقب المحلي وبأريحية إلا أن ما قدمه صلاح دفع الأغلبية لمنحه أصواتهم رغم تألق البلجيكي كيفين دي بروين وتأثيره على أداء السيتي. بقي أمر أخير، وهو كأس العالم المقبلة في روسيا، وعلى الورق يصعب أن يبلغ منتخبا مصر أو البرتغال المربع الذهبي، كما أن حال المنتخب الأرجنتيني ليست أفضل بكثير، فإذا ما لم يحدث أحد هذه المنتخبات مفاجأة مدوية ويصل إلى أبعد نقطة سيكون حسم الكرة الذهبية مرتبطا بالفوز بدوري الأبطال، أو يذهب إلى ميسي لو فشل كل من صلاح ورونالدو في الفوز بالعروس الأوروبية. محمد صلاح ليس قادرا وحسب على مزاحمة رونالدو وميسي على الجائزة الفردية الأهم في عالم كرة القدم، بل هو اللاعب الوحيد في السنوات العشر الماضية الذي يصل إلى هذه النقطة من جدية المنافسة معهما، وفي حال تتويج ليفربول بدوري الأبطال يصبح صلاح هو الأقرب للفوز بالبالون دور. لن يكون فوز صلاح بالكرة الذهبية بمثابة مكافأة على تفوقه الكبير فحسب، بل سيكسر روتين الجائزة الثمينة ومللها المتمثل في اقتسامها بالتساوي بين ميسي ورونالدو، وسيدفع لاعبين آخرين للاجتهاد والمثابرة أملا في الفوز بها، وسيعيد إلى الجائزة بريقها الأخاذ. * عن يوروسبورت