نسمع دائما باحتراف اللاعبين المغاربة في أوربا والخليج بشكل مستمر، وهو أمر طبيعي لاشتغال كل لاعب على هذا الهدف من أجل تطوير مستواه التقني والمادي، لكن قلما نتابع بلوغ حراس المرمى لمستوى الاحتراف بالانتقال إلى فرق خارج المغرب، وهو أمر صادف أصحاب القفازات قليلا وليس بالأمر المعتاد في الدوري المغربي. مركز حراسة المرمى لا يراه البعض مؤثرا، بيد أنه الأكثر الأهمية لتحمل صاحب هذا المركز لمسؤولية نتائج المباريات بنسبة 50%، حسب مواقع التحليل والإحصائيات. وفي البطولة الوطنية احترف عدد قليل من "حماة الشباك"، رغم أن التاريخ يحتفظ بأسماء عملاقة في هذا المجال، فيها من غادر أرض الوطن لإعجاب الأندية العالمية بمؤهلاته، وأخرى غادرت مكرهة لأسباب خاصة فرضت عليها البحث عن أندية تأويها. مايوركا الإسباني تضع الزاكي ضمن عمالقة الكرة العالمية استطاع الناخب الوطني السابق بادو الزاكي، الحارس السابق للوداد الرياضي، والمنتخب الوطني، أن يلفت أنظار العالم بأسره في مونديال "ميكسيكو86" بعد أن سجل عليه هدفين فقط في أربع مباريات، وهي التجربة التي قادته إلى الانتقال إلى عالم الاحتراف من بابه الواسع متعاقدا بذلك مع "مايوركا" الإسباني، وحقق معه نتائج لا يستهان بها، أهمها التأهل لنهائي كأس إسبانيا لأول مرة في تاريخ مايوركا سنة 1990، واختير كأحسن لاعب أجنبي في الليغا الإسبانية سنة 1986-1987، كما أحرز لقب أحسن حارس مرمى في الليغا الإسبانية في مواسم 1986-1987 و1988-1989 و1989-1990، ليدخل القفاز المغربي للعالمية لتواجد اسمه ضمن قائمة أفضل حراس المرمى في العالم على مر التاريخ. عزمي اتهم ب"التواطؤ" مع السعودية ليحترف في أمريكا دائما ما تابعت الأندية العالمية اللاعبين في المونديالات قصد التعاقد معها، لكن حالة خليل عزمي، حارس مرمى الرجاء والوداد الرياضيين السابقين مغايرة تماما، إذ اتهم حارس "الأسود" في مونديال أمريكا سنة 1994 ب"التواطؤ" مع السعودية قصد تسهيل فوزها في دور المجموعات، متلقيا هدفا سهلا في مرماه، الأمر الذي جر عليه انتقادات عديدة، وقرر أنذاك المكوث في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتعاقد مع عدة فرق أبرزها "New Hampshire Ramblers" و"كولورادو رابيدز"، و"Hershey Wildcats" الذي أنهى معه مسيرته سنة 1998. الماص والوداد توحدان فكروش والخروبي قبل الاحتراف إلى أوربا الشرقية وحد فريق المغرب الفاسي والوداد الحارسان كريم فكروش وياسين الخروبي، حيث يعد الأول منتوجا خالصا للفريق ولعب له لمواسم عديدة قبل الانتقال إلى الوداد الرياضي سنة 2007، وبعد نهاية مساره قرر الانتقال لتجربة جديدة باليونان من بوابة فريق "Pas Gianinna" سنة 2011، وانتقل بعدها إلى قبرص وعاد للجيش الملكي، قبل أن يواصل تألقه في سن 36 سنة من السويد مع ناديه الحالي "سيريوس أوبسالا". الخروبي بدوره مر من نادي "العاصمة العلمية" قادما إليه من تجارب احترافية بفرنسا، وعرج لاحقا إلى أندية من شرق أوربا ك"رابيد بوخاريست" الروماني و" إيفسي فيريا" و"لوكوموتيف بلوفديف" البلغاريين، وهو الآن الحارس المعول عليه في الوداد. مسار متألق لبونو في الدوري الاسباني اقتفى ياسين بونو، حارس مرمى "خيرونا" الممارس بالدوري الإسباني الممتاز، خطى الزاكي، كيف لا واللاعب انطلق من الدوري المغربي من بوابة النادي "الأحمر"، وحصد ثمار صبره واجتهاده بتعاقده مع عملاق إسبانيا "أتليتيكو مدريد" سنة 2012، ومر من العديد من الأندية الإسبانية مثل "ريال سرقسطة"، و"خيرونا" المتألق معه منذ فترة طويلة. الخليج لم يستثن حراس المرمى المغاربة لم تستثن الأندية الخليجية حراس المرمى المغاربة، وكمثال على ذلك انتقال الحارس الدولي السابق نادر لمياغري إلى "الوحدة" الإماراتي بنظام الإعارة من الوداد سنة 2007، ولعب فقط مباريات دوري أبطال آسيا بحكم قانون الاتحاد الإماراتي الذي يمنع الحراس الأجانب من لعب الدوري المحلي، لينهي موسمه بعد الإقصاء من دور نصف النهاية ويعود للدوري المغربي.