من المؤكد أن ذاكرة الرياضة المغربية، لا تخلو من لحظات كثيرة ونادرة لا ولن تسنى من عقول المغاربة على اختلاف الأعمار وتعاقب الأجيال، بفضل ما حققه رياضيون ورياضيات بمحافل رياضية كبرى في مختلف الألعاب سواء كانت جماعية أو فردية، لكن -مع الأسف- فالكثير من الأجيال اللاحقة والمتأخرة عن تلك اللحظات تجهلها تماما.. في كرة القدم ثم ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب، وهي رياضات من الدرجة الأولى سجلت فيها المغرب حضورا بارزا، أكثر من مرة، على المستوى الدولي في الزمن الجميل، إضافة إلى بعض الومضات المتفرقة لألعاب أخرى، سطعت أسماء لأبطال وبطلات حققوا إنجازات وفازت بألقاب وبطولات وحطمت أرقام قياسية، أعلت بها راية الوطن خفاقة وسط أعلام دول العالم.. في الوقت الراهن، وأمام التراجع المخيف للرياضة المغربية التي باتت عاجزة في العقد الأخير عن التموقع مع الأقوياء ولو على المستوى القاري، نستعرض حلقات لأبرز اللحظات التي صنعها أبطالنا وعاشها الجمهور المغربي، وهو يتابع مباراة أو نزالا أو لقاء أو سباقا لمغربي أو مغربية في رياضة من الرياضات ببطولة عالمية أو ألعاب أولمبية.. هي مناسبة إذن لإحياء هذه اللحظات التاريخية والخالدة في سماء الرياضة المغربية، وعرضها بالنسبة لأجيال تجهل ساعات الفرح والحزن تجهل كيف قارع أبطال مغاربة كبار الساحرة المستديرة وأم الألعاب والفن النبيل والكرة السمراء، وتفوقوا عليهم في بعض الأحيان.. «بيان اليوم» اختارت هذه السنة، بمناسبة شهر رمضان الأبرك، استعراض حلقات من الماضي القريب والبعيد للحظات لاعب كرة قدم سجل هدفا ثمينا قادر فريقه إلى انتصار أو تأهل تاريخي أو عداء أحرز ميدالية ذهبية أوحطم رقما قياسيا، أو لاعب تنس وقف ندا لعملاق مع عمالقة اللعبة، أو ملاكم صال وجال بالحلبات. خليل عزمي مواليد الدارالبيضاء في 23 عشت 1964، هو حارس مرمى مغربي لعب لفريقه الأم الوداد البيضاوي، كما لعب للغريم التقليدي الرجاء، يعتبر من أحسن الحراس التي أنجبتهم الكرة المغربية، حمل قميص المنتخب المغربي وشارك معه في تظاهرات كبرى بدأ عزمي مسيرته الكروية مع فريقه الأم الوداد الرياضي سنة 1983 وظل الحارس الإحتياطي للوداد إلى غاية سنة 1986 والتي شهدت رحيل الحارس العملاق بادو الزاكي للإحتراف في نادي ريال مايوركا الإسباني، بعد ذلك انقض على الرسمية وقدم مواسم ناجحة ومستوى جيد وحقق كل الألقاب الممكنة رفقة النادي الأحمر، ثم انتقل عزمي سنة 1992 إلى نادي الرجاء البيضاوي الغريم التقليدي للوداد الرياضي وقضى معهم موسمين بدأت مسيرة عزمي الدولية سنة 1987 وظل يلعب مباريات قليلة في ظل وجود الحارس الأول للمنتخب المغربي بادو الزاكي والذي اعتزل اللعب الدولي سنة 1992 هذه السنة ستشهد انقضاضه على الرسمية والمشاركة رفقة المنتخب المغربي في تظاهرات كبرى منها كأس الأمم الإفريقية 1992 وكأس العالم بالولايات المتحدةالأمريكية 1994. في هذا الصدد، أرجع عزمي السبب الرئيسي وراء النتائج المخيبة للآمال التي حققها المنتخب المغربي في مونديال أمريكا لسنة 1994، إلى سوء الحظ الذي لازم المنتخب خلال هذه الدورة، حيث أدت النخبة الوطنية مباريات جيدة سواء أمام منتخب بلجيكا أو السعودية رغم انهزامنا، ولو رجع المغاربة بالذاكرة إلى الوراء وأعادوا مشاهدة هذه المباريات، لتأكدوا بأن النخبة الوطنية أدت ما عليها، لكن الحظ لم يكن حليفنا، لكن للآسف كرة القدم تحتكم إلى النتائج وليس إلى كيفية وطريقة أداء اللاعبين، ولو ساعدنا الحظ قليلا لمررنا إلى الدور الثاني. اعتزل عزمي اللعب الدولي بعد حملة شرسة تعرض لها بعد أن تلقت مرماه هدف من تسديدة بعيدة للاعب المنتخب السعودي فؤاد أنور في كرة أساء التعامل معها لتنتهي المباراة بهزيمة المنتخب المغربي ب2-1 ويتم تحميل عزمي مسؤولية الخسارة واتهامه بالتواطؤ مع المنتخب السعودية وهي اتهامات لاعلاقة لها بالواقع ليعلن بعد ذلك اعتزاله عن سن 30 سنة بعد أن خاض 43 مباراة دولية. وفي هذا الصدد أكد الحارس الدولي خليل عزمي الذي حمل قميص فريقي الوداد والرجاء والمنتخب الوطني يحمل ذكريات جميلة، ويذكر ما أعطته الكرة كما يحمل في يده غيمة وفي قلبه غصة وأن هجرته وابتعاده عن الوطن كان سببه هدف دخل مرماه في اللقاء الذي جمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره المنتخب السعودي.. وقال عزمي إن الجماهير اتهمته بالتهاون في التصدي للهدف.. وتألم كثيرا للتهمة واعتزل ممارسة الكرة واختار النفي الإضطراري في أمريكا..