عاش أنس الزنيتي، حارس مرمى الرجاء البيضاوي والمنتخب المحلي، وقتا عصيبا بعد الخطأ الذي ارتكبه في نصف نهائي "الشان" أمام ليبيا، والذي تسبب في تمديد الوقت الأصلي لهذه المباراة إلى الأشواط الإضافية. الزنيتي ورغم أنه قام بمسار جيد خلال هذه البطولة، إلا أن مراوغته الفاشلة قبل خمس دقائق من نهاية اللقاء أفسدت عليه فرحته باقتناص رسمية حراسة عرين "أسود" البطولة، فخرج مصدوما ويائسا مما اقترفه، وخائفا من انتقادات الجماهير البيضاوية التي لا ترحم، قبل أن يستدرك زميله أيوب الكعبي بتعويض ذلك بهدف الانتصار في الشوط الإضافي الأول، وأنهى وليد الكرتي تلك الانتقادات بهدف ثالث من ضربة جزاء في الثاني، ليتلقى بعد ذلك الدعم من الجماهير المغربية، مطالبة إياه بالتركيز أكثر والاستفادة من هفوته وتصحيحها مستقبلا، مؤكدة أن الجميع معرض للوقوع في هذه الأخطاء في كرة القدم. مستوى حارس الرجاء معروف أنه جيد، ويعتبر الآن واحدا من أقوى حراس الدوري المغربي وأكثرهم خبرة، ومساره مع الرجاء يشفع له في أن يكون الحارس الأول للمحليين، وهفوته لا يجب أن تغطي على الأداء الجيد الذي بصم عنه طيلة البطولة وفي مباراة ليبيا خاصة، لكن المرة القادمة سيكون أكثر حذرا وليونة في التعامل مع الكرات التي تأتيه، علما أنه يلعب بقدمه بشكل جيد وبإمكانه مد رفاقه بكرات طويلة في اتجاه مرمى الخصم. في هذه البطولة، يعتبر من أفضل الحراس أيضا، فهو الحارس الوحيد الذي سجل عليه هدفان فقط منذ بدايتها، وكان ذلك في ثاني مباريات دور المجموعات أمام غينيا من هدف لا يتحمل مسؤوليته، والثاني أمام ليبيا في دور النصف، ما يؤهله لكي يكون من أقوى الحراس في كأس إفريقيا للمحليين. نهائي "الشان" إذن فرصة جيدة للزنيتي لكي يبرهن أنه أفضل وأحسن حراس المغرب، وله من المؤهلات ما تؤكد ذلك، فهو ملك ضربات الجزاء، وبإمكان هذا النهائي أن يؤجل الحسم فيه إلى هذه الركلات، ويكشف للجميع أن الأخطاء أحيانا مفيدة، فهي تعيد ترتيب الأوراق وتعطي انطلاقة جديدة، وربما انطلاقة نحو إقناع الناخب الوطني هيرفي رونار بضرورة إدراج اسمه في لائحة مونديال روسيا القادمة.