حسم المنتخب المحلي المغربي لكرة القدم، بطاقة التأهل إلى نهائي بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين في نسختها الخامسة، وذلك بعد تغلبه اليوم الأربعاء على نظيره المنتخب الليبي بثلاثة أهداف لواحد على أرضية ملعب محمد الخامس في الدارالبيضاء، برسم دور نصف نهائي "الشان". واتيحت أول فرصة سانحة للتهديف للمنتخب المغربي في حدود الدقيقة الخامسة من الجولة الأولى عن طريق اللاعب وليد الكرتي، أبعدها المدافع معتصم صابو، من الشباك، في الوقت الذي اتسمت باقي دقائق الثلث الأول من الجولة الأولى ببحث متواصل من جانب "أسود البطولة" عن خلق ممرات في الخط الخلفي للمنتخب الليبي. وظهر بعض الإرتباك على رفاق جواد الياميق خلال الثلث الثاني من الشوط الأول، ضيعوا في ظله العديد من الكرات والتمريرات، كما بقيت جل تحركاتهم الهجومية تتم ببطء كبير من الخلف، وهو ما مكن العناصر الليبية من استعادة بعض التوازن في المباراة بعد ضغط البداية وإعادة ترتيب الصفوف، في المقابل كان صلاح الدين السعيدي، قريبا من هز الشباك الليبية برأسية مركزة في الدقيقة 25 لولا العارضة. ونجح رفاق العميد الليبي محمد نشنوش، في إجهاض كل تحركات ومناورات المنتخب المحلي المغربي، إذ بقي المهاجم أيوب الكعبي، طيلة دقائق الشوط الأول معزولا في الخط الأمامي ل"الأسود"، في الوقت الذي لم يتمكن أبناء جمال السلامي، من فك شفرة دفاع ليبيا رغم الاستحواذ الكبير على الكرة والسيطرة على مجمل فترات الجولة الأولى، حيث ظهرت العناصر الليبية بتركيز وتنظيم دفاعي مثالي. وتواصلت مجريات الجولة الثانية على وقع بحث لاعبو المنتخب المغربي عن الفعالية الهجومية المفقودة خلال مجمل فترات الشوط الأول، إذ ضغط من جديد رفاق إسماعيل الحداد، باستمرار على مناطق الليبيين مند الدقائق الأولى للنصف الثاني من المواجهة، غير أن القتالية الدفاعية من جانب أبناء عمر المريمي، أبعدت الخطورة على مرمى "الفرسان" وأبقت نتيجة البياض تسيطر على النزال. وهدد المنتخب الليبي مرمى الحارس أنس الزنيتي، في الدقيقة 63 عن طريق رأسية مركزة من المهاجم صلاح الطاهر ابعدها المدافع الأيسر عبد الجليل أجبيرة، قبل أن يرد عليه إسماعيل الحداد وزكرياء حدراف، بعد ذلك بدقيقتين بفرصة أخرى سانحة كان من خلالها "أسود البطولة" قريبين من بلوغ شباك نشنوش وإحراز هدف التأهل. وضيع التسرع العديد من الكرات الهجومية على العناصر الوطنية، قبل أن يعود القناص أيوب الكعبي، وينجح في هز الشباك الليبية برأسية مركزة في الدقيقة 74 بعد تمريرة جانبية محكمة من البديل زكرياء حدراف، منح به التفوق للمنتخب المغربي، إلا أن سقوط الحارس أنس الزنيتي، في خطأ فادح في الدقيقة 86 أحرز على إثره المنتخب الليبي هدف التعادل وأعاد المباراة إلى نقطة الصفر، ليحتكم الطرفين إلى الأشواط الإضافية. وخاض أبناء جمال السلامي، مجريات الشوط الإضافي الأول بعزيمة ورغبة كبيرة لتجاوز هفوة الزنيتي وهز شباك نشنوش من جديد، الشيء الذي تحقق مجددا عن طريق الهداف أيوب الكعبي، في حدود الدقيقة 97، مسجلا بذلك هدفه الثامن في البطولة، قبل أن يضيف وليد الكرتي، الهدف الثالث في الشوط الإضافي الثاني من ركلة جزاء، ليضمن بذلك "الأسود" تأهلهم إلى مباراة النهائي.