تمكّن المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين، اليوم الأربعاء على أرضية ملعب كرة القدم في المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، من الانتصار على نظيره الغيني، بحصة 3-1، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لنهائيات كأس إفريقيا للمحليين في دورتها الخامسة. ودخلت "الأسود المحلية" المقابلة بتشكيلة اختار المدرب جمال السلامي أن تتألف من الحارس الزنيتي، بجوار الحداد وحافظي وبنرحمة وحذراف، إلى جانب السعيدي وناهيري أغرد وبنون واجبيرة، ثم رأس الحربة أيوب الكعبي. واختار الناخب الوطني وضعهم على رقعة التباري باصطفاف 4 مدافعين وراء 5 من لاعبي الوسط، يخدمون مهاجما صريحا واحدا. المنتخب الوطني لاح مبادرا منذ أولى دقائق المقابلة، مصرا على نقلات سريعة للكرة نحو شباك الخصوم، متكلا على اختراق الجبهة اليسرى من دفاع المنتخب الغيني، ومستثمرا الاندفاع البدني لمواجهيه من أجل اصطياد ضربات خطأ تتيح استمرار الضغط المغربي؛ لكن الإصابة حرمت السلامي من جهود لاعبه حافظي، ليقوم بإدخال وليد الكرتي بديلا له في الدقيقة ال18. فترة جس النبض بين الطرفين فاقت الدقائق ال15 المألوفة في كل مباراة لكرة القدم، خاصة بعد استعادة الغينيين توازنهم ونجاحهم في تركيز اللعب وسط الميدان، وكانت خطورة الخطورة الغينية حاضرة في الدقيقة ال25، من خلال اللاعب سانغو، الذي استثمر خطأ في التحكم بالكرة للمغربي بدر بنون، وتوغل في منطقة الجزاء، قبل أن تقطع تمريرته المتجهة نحو شباك أنس الزنيتي. بدر بنون كفّر عن خطئه بتمريرة من قدمه اليمنى في اتجاه القناص أيوب الكعبي، عند حلول الدقيقة ال27، الذي اعتلى دفاع الخصم وسبق حارسه، جاعلا الكرة تصدم باطن العارضة وترتد لتخطي خط المرمى، وتوقع هدفا ل"أسود الأطلس".. وفي الدقيقة الموالية من عمر التباري عدل الغينيون النتيجة بعد اختلاق وسط دفاع المغاربة، إذ رفع اللاعب سايدوبا بيسيري كامارا الكرة فوق الزنيتي، وسجل لصالح بلاده. تغيّر النتيجة حفز المنتخب الغيني للضغط أكثر على لاعبي المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين وعدم الاكتفاء بالحيطة الدفاعية، لاجئا إلى السرعة في البناء الهجومي والمراهنة على اختراق النخبة الوطنية من محور تموقعها على رقعة اللعب، مستفيدا من تسرع وسط الميدان الهجومي المغربي في نقل الكرة نحو الكعبي بشكل كثّر تمريراته الخاطئة. الحكم الإيفواري أبو كوليبالي أعلن ركلة خطأ حرة للمغاربة بعد عرقلة اسماعيل الحداد، بالجهة اليمنى من مرمى الغينيين، وجهها زكرياء حذراف نحو رأس بدر بنون، في الدقيقة ال44؛ لكن الأخير أخطأ الشباك بسنتيمترات قليلة.. ثم عاد كاليبالي ليطلق صافرته، في الدقيقة ال45، ليحرم حذراف من انفراد بالحارس كانطي، بداعي التسلل.. وبعدها ختم الشوط الأول بالتعادل 1-1 بين محليي المغرب وغينيا. ضربة بداية الجولة الثانية كانت بأقدام مغربية، أمام عيني جمال السلامي الذي التزم بالوقوف على خط التماس لمراقبة أطوار اللقاء عن قرب. وكاد الكعبي أن يضاعف حصة الأهداف للمنتخب المغربي، في الدقيقة ال47، حين استلم الكرة من الحداد على بعد 9 أمتار من مرمى غينيا؛ لكن التفافه لتوجيه الكرة أفقد تسديدته القوة المطلوبة، وجعلتها تستقر بين يدي الحارس. الغيني بيسيري كامارا، مهاجم نادي حوريا كوناكري ومسجل الإصابة الأولى في شباك المنتخب المغربي، ردّ على هجمة الكعبي بضربة رأس، في الدقيقة ال49، مستلما الكرة أمام حارس عرين أسود الأطلس؛ لكن ضربته الرأسية جاورت القائم الأيمن من مرمى أنس الزنيتي. إسماعيل الحداد أفرط في التثاقل أمام الحارس كانطي، خلال الدقيقة ال54، حين فشل في الوصول أولا إلى الكرة، بالرغم من انسلاله بنجاح من موقع الجناح الأيسر ووجود الكعبي منتظرا لتمريرته الحاسمة.. ثم رجع الحداد، في الدقيقة ال55، لضرب الكرة على جسم الحارس الغيني حين حاول إعطاء الكعبي كرة سانحة لتوقيع الهدف المغربي الثاني. واستمرت محاولات النخبة المغربية بتسديدة وليد الكرتي، في الدقيقة ال60 من خارج "مستطيل العمليات"، حوّلها دفاع غينيا إلى ركلة زاوية لم يحمل تنفيذها جديدا. وفي الدقيقة ال63 اختار العميد سانكون نفس نهج الكرتي حين هدد شباك الزنيتي بتسديدة من بعد 22 مترا عن خط المرمى. أيوب الكعبي عاد إلى التألق وتثبيت اسمه في صدارة هدافي "شان 2018"، في الدقيقة ال64، حين اعترض تمريرة خاطئة لقلب دفاع المنتخب الغيني، واختار التسديد المركز من أجل هز شباك الخصوم، موقعا الإصابة الثانية للمنتخب الوطني، وهدفه الرابع في النسخة الخامسة من نهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين. هجوم مرتد للنخبة الوطنية، في الدقيقة ال68، مكن الفريق الوطني من هدفه الثالث عبر القناص الكعبي، مرة أخرى، بعد نجاح إسماعيل الحداد في كسر خطة التسلل الغينية، وتقديمه الكرة إلى رأس الحربة المغربية الذي انفرد بالمرمى الفارغ، ووقع "هاتريك المباراة" وهدفه الشخصي الخامس في "الشان". التقدم المغربي في نتيجة اللقاء فتح أمام لاعبي المنتخب أبواب اللعب الاستعراضي خلال باقي الدقائق، مستفيدا من الإحباط الشديد الذي برز على وجوه عناصر منتخب غينيا للاعبين المحليين، وملهبا حماسة الجمهور الذي غصت به جنبات مركب محمد الخامس، خاصة بعد دخول أشرف بنشرقي بديلا للهداف الكعبي. بينما الانتصار الجديد على منتخب غينيا، عقب الرباعية النظيفة في مرمى موريتانيا خلال الجولة الأولى، رفع رصيد المنتخب الوطني المغربي إلى 6 نقاط، في صدارة الترتيب العام المؤقت لفرق المجموعة الأولى من نهائيات "شان 2018"، بينما ستخوض "الأسود المحلية" لقاء الجولة الثالثة ضد المنتخب السوداني؛ مساء يوم الأحد المقبل.