نَظّمت لجنة ترشّح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، صباح اليوم الثلاثاء، أوّل لقاء إعلامي لها من أجل تسليط الضوء على العديد من المعطيات، التي تهم رغبة المغرب في احتضان أكبر عرس كروي في العالم بعد 8 سنوات من الآن، حيث كشف مولاي حفيظ العلمي، رئيس لجنة الترشّح والمعيّن من طرف الملك، على مجموعة من التفاصيل التي تخص الملف المغربي، بحضور فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة. وأبرز حفيظ العلمي في اللقاء الإعلامي، الذي حظي باهتمام كبير من قبل الصحافة الوطنية والدولية، أن اللجنة الموكل إليها عملية الإشراف على ملف الترشح المغربي هي من الطراز العالي ومكوّنة من أفضل الخبراء في المجال، مشيرا إلى أن كل التفاصيل التي تهم ملف المغرب وكذا الاستجابة لكافة معايير وشروط "فيفا" لقبول الملف باتت جاهزة بنسبة كبيرة جدا. وأوضح وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي أن المغرب حقّق قفزة نوعية وتطورا كبيرا على عدة أصعدة مقارنة بالملف الذي تقدّم به سنة 2003 من أجل نيل شرف احتضان نسخة 2010، مردفا "المغرب تطور على مستوى البنيات التحتية الرياضية والشبكات الطرقية والتواصل، وهي أمور جيّدة وستساعدنا كثيرا على بسط تصوّر أفضل من أجل الظفر بتنظيم نسخة 2026 من المونديال". وعدّد رئيس لجنة ترشّح المغرب مزايا المغرب بعد وضعه مقارنة بسيطة مع الملف الثلاثي المنافس لأمريكا والمكسيك وكندا، مثل تمتّع المغرب بالاستقرار وقربه الجغرافي الكبير من القارة الأوروبية، وكذلك تموقعه في منطقة زمنية ممتازة، تمكّن بقية العالم من متابعة مباريات كرة القدم في النهائيات في أوقات مناسبة، وما يرتبط مع ذلك من عائدات تجارية إضافية. وتابع حفيظ العلمي "المغرب بلد متسامح، وسيمكّن العالم من اكتشاف ثقافات جديدة ومغايرة في منطقة جغرافية محدّدة. هناك مراحل ضرورية يجب أن نمر منها؛ أولا استخلاص موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم النهائية على ملف المغرب في 16 مارس المقبل ثم مواكبة اللجنة الاستقصائية التي ستبعثها فيفا من أجل معاينة ما تم عرضه على الورق مع إمكانية تطبيقه الواقع". من جهته أكّد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن المغرب على علم بكل ردود الأفعال المتداولة في الكواليس حول الموضوع، مثلما تابع كل ما تمت إثارته في وقت سابق، وكذا التصعيد الذي لقيته "فيفا" من جهات معينة من أجل تسريع وتيرة التغيير بعد أن تم منح ملف "مونديال" 2022 لصالح قطر على حساب دول أخرى. وأوضح لقجع أن جامعة الكرة كانت قد تلقّت إشارات إيجابية كثيرة من قبل مؤسّسة "كاف"، تهم تسخير كل إمكانياتها لدعم الملف المغربي، وأنه استخلص في وقت سابق موافقة مبدئية لعدد من نجوم كرة القدم الأفارقة مثل ديدي دروغبا وصامويل إيطو من أجل دعم الملف المغربي، "الذي هو ترشح لإفريقيا كلها"، يضيف لقجع. وأشار رئيس جامعة الكرة إلى أنه لا وجود لتأخّر على مستوى التواصل في موضوع ترشّح المغرب لتنظيم "المونديال"، وأن أي لقاء مع أحد رؤساء الاتحادات الكروية أو أي تحرّك في هذا الصدد يستوجب إخبارا أوليا للجان "فيفا" من أجل الحفاظ على نزاهة وشفافية عملية الترويج لملفات الدول المترشحة. وشدّد لقجع على أن الFRMF دخلت مرحلة "التسخين" فقط باحتضانها نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، والتي قد تلها نهائيات "الكان"، ثم التحضير للحدث الأكبر وهو كأس العالم، مشيرا في الآن ذاته إلى الدرجات التي سبق وتسلّقتها الكرة الوطنية عبر كسب نزاعها مع "كاف" على مستوى محكمة التحكيم الرياضي "TAS" وتنظيم نسختين من "الموندياليتو". وشدد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، على انخراط الحكومة المغربية الكلي والفاعل من أجل تسهيل كل الظروف وتسخير كل الإمكانيات للنهوض بمجموعة من القطاعات المصاحبة للحدث، بما فيها عمل تشاركي على مستوى وزارات الصحة والنقل والتجهيز والداخلية والخارجية والثقافة والاتصال ثم الشباب والرياضة. وأكّد الطالبي التزام الدولة المغربية بمنح تأشيرات دخول الأراضي المغربية لجميع سكان العالم ممن يرغبون في القدوم إلى المغرب من أجل تشجيع منتخباتهم المشاركة في النهائيات، وكذلك تشجيع الشركات الراغبة في الاستثمار في المغرب من خلال وضع تسهيلات ضريبية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن الحكومة ستوفّر وتضمن كل المستلزمات والميزانية الخاصة لإنجاح التظاهرة العالمية، "والمقدور عليها"، يقول الطالبي.