مع اقتراب موعد كل "ديربي" تبدأ الجماهير البيضاوية في التساؤل عن إمكانيات انتهائه مرة أخرى متعادلاً، وهي النتيجة التي غالباً ما تحسم مباريات الغريمين التقليديين خلال صدامهما في البطولة الوطنية. هذه النتيجة بدأت مع مرور المواسم تقلق جماهير الفريقين الذين عبروا في أكثر من مناسبة عن فقدانهم للثقة في المباراة التي يعتبرها الكثير مرآة للمنتوج الكروي المغربي. "الديربي" رقم 116 على الأبواب وقطبا البيضاء في صراع ثنائي ليس على درع البطولة بعد ابتعادهما عن "الماط" المتصدر، بل لإنهاء الدوري في مركز مشرف يتيح لأحدهما مشاركة في رابطة أبطال إفريقيا أو في كأس الكونفدرالية على أقل تقدير، ما يعني أن النقطة الواحدة باتت أثمن من أي وقت مضى، وهو ما سيزيد الضغط أكثر على جمهوري الفريقين ويجعل تعادلاً جديدا يؤيد فرضية ال"كومبين". سحيتة: لا وجود لل"كومبين" في عَهدنا ! أقسم عبد المجيد سحيتة، اللاعب السابق في صفوف الوداد البيضاوي، في تصريحات ل"هسبريس الرياضية" أن مباريات الغريمين التقليديين سنوات السبعينيات والثمانييات من القرن الماضي لم تعرف أي تلاعب أو اتفاق مسبق على نتيجة المباراة بين الطرفين، مضيفاً أن الجيل الذي سبقه في حمل قميص الوداد أو حتى الرجاء لم يسبق أن قام بالاتفاق على إنهاء أي مباراة بنتيجة التعادل، "بحكم العلاقة الممتازة التي تربطه بمعظمهم". مهاجم الوداد الأسبق استبعد أن تكون "ديربيات" الجيل الحالي التي ينتهي بعضها بالتعادل متفق عليها سلفاً من مسؤولي الناديين، مردفاً "في بعض الأحيان يضيع هذا الفريق أو ذاك فرصاً محققة للتسجيل ثم يعادل الفريق الآخر النتيجة في الأخير، وهذا السيناريو يدفع الكثيرين إلى التشكيك في نزاهة اللاعبين، غير أني وبحكم معرفتي الخاصة باللاعبين والمسؤولين فلم يتم الحديث يوماً عن إتفاق الجانبين على إنهاء المباراة بالتعادل". سحيتة وذكريات "الديربي" هداف الوداد الذي خاض عدد مهماً من "الديربيات" في الفترة ما بين 1973 و1985 أشار إلى أن للديربي طعم خاص، وحلاوة تكمن في انسجام وصداقة لاعبي الفريقين طيلة السنة، قبل أن ينقطع حبل الود بينهم يوم أو يومين قبل موعد اللقاء، مضيفاً أن كل لاعب يعتبر هذا اللقاء فرصة للتميز والإبداع، وإمتاع آلاف الجماهير التي تحج للملعب من أجل معاينة كرة قدم من الطراز العالي. سحيتة أكد أن أحسن ديربي في مشواره الرياضي انتهى بالتعادل الإيجابي هدفين في كل شبكة، إذ كان صاحب الهدف الأول للوداد ووراء الهدف الثاني باصطياده لركلة جزاء، مضيفاً أن أحلى اللحظات هي عندما يخرج الجمهور من الملعب وهو راض عن أداء لاعبي الفريقين. جمهور الوداد سئم تكرار نفس السيناريو جل من تحدثت إليهم "هسبريس الرياضية" بخصوص المباراة المقبلة بين الرجاء والوداد البيضاوين، عبروا عن أملهم في عدم تكرار سيناريو التعادل الإيجابي بنتيجة هدف لمثله، الذي حسم مجموعة من مواجهات الغريمين التقليديين. غياب الفرجة والمتعة في المستطيل الأخضر واقتصارها على المدرجات جعل جمهور الفريق الأحمر يستغل اللقاء من أجل بعث مجموعة من الرسائل من خلال مقاطعة المباراة وهو ما يعكس القيمة الرمزية للقاء رغم ضعف الأداء حسب نفس التصريحات.