توقّف تصدير المواهب المغربية إلى الدوريات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، بعدما كان اللاعب المحلي في فترة الثمانينات وأوائل سنوات الألفين يحظى بفرصة الاحتراف في أحد الأندية الأوروبية، متمكّنا من فرض ذاته في أقوى الفرق، إلى أن بات يقتصر في الفترة الأخيرة على الانتقال إلى الخليج، وأحيانا قليلة إلى دوريات عربية، وذلك بالنظر إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في هذا التراجع. وكشف الإطار الوطني حسن مومن، في حديث مع "هسبورت"، أن غياب المنتخب الوطني عن المشاركة في بطولة كأس العالم لمدّة 20 سنة، كان بمثابة الضربة القاضية للاعب المحلي، على اعتبار أن "المونديال" يساهم بشكل كبير في تسويق وتلميع صورة اللاعب، وفتح المجال أمامه من أجل الاحتراف في أحد الأندية الأوروبية، مشيرا إلى أن مشاركة بعض اللاعبين المنتمين إلى البطولة الوطنية رفقة "الأسود" في النسخة الحالية من كأس العالم، قد يفتح المجال حتما أمام احترافهم في أوروبا. وأضاف الإطار الوطني، أن التكوين يلعب هو الآخر دورا مهما في احتراف اللاعب المحلي في الدوريات الأوروبية، على اعتبار أن اللاعب كيفما كانت جنسيته يحظى بتكوين مميّز ومهيكل في أوروبا منذ الفئات الصغرى، قصد الوصول إلى مستويات كبيرة، على عكس المغرب الذي يفتقد إلى القاعدة التكوينية، إذ لا يمكن صناعة لاعبين دون تكوينهم بطريقة سليمة. وتابع: "نحن في عهد صناعة اللاعب، ولا يمكن إنتاج لاعبين بمستويات كبيرة ومراكز التكوين مغلقة.. سيكون من الضروري أن ترى مجموعة من المراكز النور، من أجل الاستثمار في تكوين اللاعبين بجودة عالية، ومن ثمة سيتمكّن اللاعب المحلي مستقبلا من الانفتاح على الاحتراف في أوروبا". ويضم المنتخب الوطني الأوّل أغلب اللاعبين المغاربة المحترفين في الدوريات الأوروبية، مقابل عدد قليل من اللاعبين المنتمين إلى البطولة الوطنية، حيث علق المتحدّث ذاته على الأمر قائلا: "المحترف المغربي في أوروبا يخضع للتكوين المستمر في كل الفئات الصغرى، ويشارك في بطولات منذ الصغر، كما أن جل الأندية هناك مهيكلة بشكل جيّد، وهو ما يجعله يصل إلى مستويات كبيرة، وهو ما يفتقده اللاعب المحلي خلال ممارسته في المغرب، لذلك سيكون من الضروري العودة إلى التكوين على الطريقة القديمة، قصد إنتاج لاعبين بمواصفات عالمية".