ستشكّل مباراة فريق الرجاء البيضاوي التي يستضيف من خلالها حسنية أكادير، مساء اليوم الاثنين، على أرضية مركب محمد الخامس في الدارالبيضاء، لحساب الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية المغربية، مناسبة لعودة فصائل "الإلتراس" المساندة للفريق "الأخضر" إلى المدرّجات، بعد غياب لمدّة طويلة، مما يطرح معه التساؤل: بأي حال عاد نبض الحياة في "الكورفا سود"؟. بداية فصول العودة القوية لمجموعات "غرين بويز"، "الإيغلز"، ومجموعة "درب السلطان"، كان باتفاق الأطراف الثلاثة على توحيد "الفيراج" بزي واحد، تفاديا للتفرقة والتمييز الذي كان يطبع الإطار المكاني في السابق، حيث أثمرت اجتماعات متواصلة للفصائل، خلال الأشهر الماضية، عن إصدار قميص موحّد يحمل شعار الرجاء، تم توزيعه على أعضائها بثمن رمزي، في إطار حملة "كلنا بالأخضر" التي ستنطلق بدءا من مباراة حسنية أكادير. وتأتي هذه الخطوة التي أقدمت عليها مجموعات "الماكانا"، في ظرفية تتسم باحتقان كبير على مستوى المدرّجات، ضد الرئيس سعيد حسبان و"من معه"، إذ تواصلت أزمة "الثقة" بين أنصار الرجاء والرئيس الحالي، على الرّغم من أن الحقبة التسييرية للأخير، منذ توليه المسؤولية في يونيو الماضي، التي تميّزت بعودة "الهوية الرجاوية" لأداء الفريق مع انطلاقة الموسم الجاري، بقيادة الإطار الإسباني خوان كارلوس غاريدو، تجلّت في النتائج المميّزة التي يحقّقها "الأخضر" في منافستي البطولة وكأس العرش، بالإضافة إلى السياسة الناجعة للمكتب المسيّر الحالي في عملية تطهير الضائقة المالية للفريق. وإن كان موقف "الغرين بويز" و"الإيغلز" واضحا، إذ عبّر الفصيلان في بلاغاتهما السابقة عن "عدم أهلية وكفاءة الرئيس الحالي لرئاسة الرجاء"، مطالبين إياه بالتنحي عن الرئاسة، فإن "الإلتراس" الرجاوية أكّدت أن ما يشاع حول أنها متواطئة مع فلان أو فلان، في إشارة إلى سعيد حسبان تارة ومحمد بودريقة، الرئيس السابق، تارة أخرى، لا أساس له من الصحّة، مبرزين أن المجموعات منخرطة في دوريات يومية لإخراج الرجاء من الأزمة. وتشكّل فصائل "الماكانا" قوّة ضغط كبيرة داخل محيط الرجاء، إذ تتدخّل في الظرفيات العصيبة التي يمر منها النادي "الأخضر"، على غرار ما حصل في عهد الرئيس السابق عبد السلام حنات، حين انتفضت المجموعات "الرجاوية" عبر تنظيم مسيرات احتجاجية قوية ورفع "التيفو" الشهير "باسطا"، الذي ساهم بشكل من الأشكال في تنحي حنات من رئاسة الرجاء وبداية حقبة تسييرية جديدة للنادي "الأخضر". مواجهة الرجاء وحسنية أكادير المرتقبة مساء اليوم، ستدور بشبابيك مغلقة، مع احتمال حضور أزيد من 40 ألف متفرّج، لكن الأنظار ستتّجه لا محالة إلى "الكورفا سود"، بمناسبة عودة مجموعات "الماكانا"، حيث يترقّب الشارع "الرجاوي" ما ستحمله "القوة الصوتية" لجناجر أنصار الرجاء من أهازيج جديدة تتغنّى بأمجاد الفريق "الأخضر" إلى الرسائل التي ستحملها بالتأكيد تجاه صناع القرار داخل النادي. في سياق متّصل، اعتمدت إدارة فريق الرجاء البيضاوي طاقما صحفيا من إحدى القنوات التلفزيونية السويدية، ارتأى الحضور إلى مباراة اليوم أمام حسنية أكادير، من أجل إعداد "روبورتاج" عن جماهير الرجاء واستغلال مناسبة عودة "الإلتراس" المناصرة للفريق "الأخضر" إلى المدرّجات.