تعددت الروايات حول ما وقع يوم السبت 19 مارس بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وذلك عند إنتهاء المباراة التي كانت تجمع بين فريقي الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي، بينما كانت جماهير الرجاء البيضاوي تحتفل بفوزها الرابع على التوالي و الذكرى 68 على تأسيس الفريق، عمت فوضى عارمة مدرجات جماهير الرجاء، وتحولت الفرحة إلى عراك بالشهب الإصطناعية، الحجارة، و الأسلحة البيضاء بين فصيلي "الغرين بويز"، و"الإيغلز"، في صورة جعلت الكل مذهولا أمام حجم الخسائر والضحايا. أعادت أحداث السبت الأسود، إلى الواجهة نقاش حركة "الإلتراس"، إلى الواجهة بالمغرب خصوصا مع تعالي أصوات تدعو إلى حل هذه الروابط، والفصائل، وذلك بعد أن كان الكل يستمتع بإبداعاتها داخل المدرجات، وخارجها، و كيف كانت السند القوي لفرقها في السراء والضراء؟، وكيف أن هذه الإلتراس المغربية احتلت أعلى المراتب في التصنيفات العالمية، حيث هزمت خلالها أعرق الجماهير في أمريكا اللاثنية وأوربا؟، لتتحول في نظر البعض منتجة للعنف والموت، وعصابات التخريب مما أوجب حلها والتعامل معها بصرامة . من هما الفصيلين طرفا معركة السبت الأسود؟ "غرين بويز"هو فصيل إلتراس تأسس سنة 2005 بالضبط في21 يونيو وهو من أوائل الإلتراس بالمغرب، يتكون من مجموعة من الشباب المنتمي لجماهير الرجاء البيضاوي، ويرتبط إسم المجموعة بألوان الفريق ومن هذا المنطلق تم إختيار إسم ًالغرين بويزً كإسم إنجليزي يعني الأولاد الخضر، وقد وضعوا رمزا لهم عبارة عن رسما لمخلوقات فضائية على أساس أنها كائنات "فائقة الذكاء" و قادرة على كل شيء في سبيل نجاحها. مجموعة "الإيغلز" تأسست في يونيو 2006، من مجموعة من الشباب كان هدفهم هو إعطاء دماء جديدة للمدرجات الرجاوية، إختاروا كرمز لهم النسر وهو رمز فريق الرجاء البيضاوي واللون الأخضر، وكذلك الإسم يعني النسور باللغة الإنجليزية. والنزاع بين الفصيلين لم يكن وليد اليوم، بل إنه كان مند البداية، حيث أن عددا من الشباب المبادرين لتأيسس مجموعة "الإيغلز" كانوا أساسا أعضاء في مجموعة "الغرين بويز"، وغادروا المجموعة بسبب خلافات لم يكن ممكن تجاوزها، ليبدأ التنافس بين الإخوة الأعداء، وقد أخد هذا التنافس أشكالا متعددة بالرغم من توحيد المدرجات أو بلغة الإلتراس "الكورفا"، لكن أخطرها هو ما وقع السنة الماضية خلال نهائي كأس شمال إفريقيا حين إندلعت مواجهات بين الفصيلين، خلفت جرحى وإصابات وإعتقالات أهمها إعتقال أهم عنصر بمجموعة "الإيغلز" ويدعى وهيب. وتأتي أحداث السبت الأسود لتطرح علامات إستفهام قوية، حيث أن الكل من متتبعي حركية الإلتراس في المغرب كان على علم بتاريخ الصراع بين الفصيلين وليست المرة الأولى التي يقع فيها ما وقع. يروي عضو أحد الفصيلين رفض ذكر إسمه في حديثه لموقع "الأول" أن "مجموعة "الغرين" رفضت أن تشعل الشهب الإصطناعية خلال المباراة، وذلك لكي لا تتسبب في عقوبات للفريق الرجاء البيضاوي"، وهو مايسميه أعضاء الإلتراس "بالكراكاج" ، مضيفا "في حين أن مجموعة "الإيغلز" قامت "بالكراكاج" وسط أهازيج وشعارات مساندة للفريق الأخضر"، مما سبب سخط "الإيغلز" عليهم لتبدأ المناوشات ويتم إخمادها بسرعة". لكن الامر لم يقف عند هذا الحد، يقول عضو الإلتراس "فبعد نهاية المباراة بدأت الجماهير بالإحتفال بشكل جماعي، وإنطلق أعضاء "الغرين بويز" في إشعال الشهب الإصطناعية، حيث قام" كابو" "الكورفا" الرجاوية، وهو بمثابة مايسترو الجماهير والآمر الناهي والذي يعطي إشارة إنطلاق التشجيع ونهايته، بالمناداة على أحد لاعبي الفريق وهو اللاعب "عصام الراقي" وأعطاه شهابا إصطناعيا"، مضيفا "ليمسكه اللاعب بيده، وينخرط في الإحتفال وقد قام أعضاء "الغرين بويز" برفع شعاراتهم الخاصة بفصيلهم، مما اعتبره "الإيغلز" تجاوزا وإقصاءا لهم لتنطلق الأحداث وكأننا أمام حرب استعملت فيها الأسلحة البيضاء والحجارة". "في حين أن رجال الامن بقوا في حالة حياد ولم يتدخلوا لفض هذا الشغب"، يتساءل عضو الإلتراس. كما أبدى إستغرابه "للسماح بدخول الحجارة والأسلحة البيضاء، إلى المدرجات مع العلم أن الإجراءات تكون جد صارمة عند دخولنا للملعب، حيث يتم تفتيشنا كل واحد على حدا تفتيشا دقيقا". وواصل عضو الإلتراس: "لقد حاول العديد من الشباب الهروب لكنهم حوصروا بالحاجز الحديدي مما أدى إلى التزاحم وخلف ذلك حالات من الاختناق"، وقد شاهدت قاصرين بأم عيني يصرخون و هم مرميون على الأرض دون أن يتم حمايتهم أو إنقاذهم لقد عشنا لحظات من الجحيم". ومن المعلوم أن أحداث السبت الأسود قد خلفت ثلاث قتلى وأزيد من 52 جريحا، وقد فتحت المصالح الأمنية والقضائية تحقيقا في الموضوع.