عاد محمد بودريقة، الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي، للظهور على واجهة الشأن "الرجاوي"، بعد أن قرّر التبرع بمبلغ مالي قدره 300 مليون سنتيما، هدية منه إلى لاعبي فريق الرجاء البيضاوي، نظير انتصارهم الأخير أمام فريق الفتح الرياضي والتأهّل إلى دور ربع نهائي كأس العرش. المرشّح لخلافة سعيد حسبان على كرسي رئاسة الرجاء، وحتى وإن اصطدمت "أطماعه" باستماتة الرئيس الحالي، يواصل اللعب على "وتر" استمالة القاعدة الجماهيرية الكبيرة لأنصار فريق الرجاء البيضاوي، والتي تشفع له أنه "رجل المرحلة" القادر على إنقاذ الفريق من أزمته المادية الحالية، كما عبّر عن ذلك عبر برنامج ترشّحه الحديث، وعلى الرّغم مما قيل عن مرحلة تسييره السابقة، التي ساهمت بشكل أو بآخر في ما تعيشه القلعة "الخضراء" حاليا. بودريقة، الذي يعوّل كثيرا على محيطه المقرّب الذي ينشط عبر صفحات "الفايسبوك" والأنصار "المؤثّرين" على شريحة واسعة من الجماهير "الخضراء"، لم يتمكّن من الاستفادة من هذا الزخم إيجابيا في حملته الرئاسية، إذ قابل ذلك "عداوات" مفتعلة مع فئة كبيرة من المنخرطين، لم يتردّد في كشفها أمام العلن، عبر تدوينات مستفزّة، تارة، أو من خلال نزاعات قضائية، كما كان الشأن مع صديقه السابق عادل بامعروف، أو حتى مع المنخرطين سمير شوقي وجواد الأمين، دون أن نغفل الشرخ الكبير الذي تركه مع أغلب زملائه السابقين في مكتبه المسيّر. في ظل بزوغ فجر اسم علي حمدي، مرشّحا جديدا لرئاسة الرجاء، بمشروع يتقاطع مع الذي قدّمه الرئيس السابق محمد بودريقة، تساءل البعض عما إذا كان حمدي "جوكير" يدفع به بودريقة عبر الباب الكبير، ليعود بعدها من "النافذة"، في إطار اتّفاق على المدى المتوسّط، وهو الأمر الذي لم ينفه المرشّح الشاب، حين سئل عن إمكانية حدوث تحالف ثنائي، يقرّب المسافة أكثر نحو عرش الرجاء، إذ أكّد أن يده ممدودة إلى بودريقة، وما صورة "السيلفي" التي التقطها الرجلان قبل أيام وعدم شن أي حملة "فايسبوكية" ضد حمدي من قبل "موالي" بودريقة، إلا مؤشّرات عما قد يطبخ في الكواليس على نار هادئة. مهندس عالمية الرجاء، وحتى إن عاد ب"لوك" جديد، يحاول بناء مجد ضائع، هدمته بعض تصرّفاته التسييرية غير المسؤولة، حين كان يعتلي كرسي رئاسة الرجاء، فإن ذلك قد لا يشفع له في مواجهة صنّاع القرار داخل بيت "الرجاء"، خاصّة وأن الكلمة العليا بيد فئة قليلة من "الرجاويين"، ممثّلة بأزيد من مئة منخرط، سيكون الأقوى حاليا من يخطب ودّ ثلثيها، عوض البحث عن عشرات الآلاف من الأصوات المؤيّدة، التي لن تجدي نفعا وقت الحساب.