ما حدث بمركب محمد بنجلون من اعتداءات على اللاعبين والطاقم التقني للوداد البيضاوي كان عبارة عن صعقة كهربائية لمجموعة من المكونات الودادية أولها الجماهير.. التي لم تتطاول بظنونها طوال فترة الإياب من البطولة الوطنية لتعتبر أن الأزمة منحصرة على ما هو تقني و صراعات روتينية للاستيلاء على كرسي الرئاسة، ليتبين أن أيادي خفية تدفع هذا الفريق نحو الهاوية وترفض نهضته. إسم الوداد مُسّ ببنجلون، وسيمس للمرة الثانية إذا كان لودادي علاقة بأحداث الوازيس.. فأن يقتحم حشد مسلح تداريب الفريق الأحمر استعداداً لمباراة قالوا أنها حاسمة في مصير "الشريف" مع الوداد، وتجريد اللاعبين والطاقم التقني من ممتلكاتهم، وترهيبهم، والتمادي لإصابة اللاعبين بجروح غائرة حتى يقسموا على ألا يلعبوا للوداد دقيقة أخرى، فهذا يتعدى بكثير أن يكون مجرد إعتداء همجي. وبالرجوع إلى سلسلة الأحداث التي عاشها الوداد البيضاوي هذا الموسم، الذي لن يمحى بسهولة من ذاكرة المتتبعين للشأن الكروي الوطني وخاصةً الوداديين، فالوداد البيضاوي كان قد أنهى مرحلة الذهاب وصيفاً لبطل الخريف المغرب التطواني، وبصم على نصف أول حسن في البطولة الوطنية الإحترافية، وتنبأ الكثير من المتتبعين على إياب قوي للوداد ينافس فيه على البطولة وطرق أبواب العالمية للمرة الأولى في تاريخه، لكن الأوضاع سرعان ما انقلبت، رغم مصالحة الجماهير للنادي وعودتهم التاريخية لمدرجات محمد الخامس في الجولة 18 عندما استقبل الكوكب المراكشي، لكن الوداد لم يستطع انتهاز الفرصة الأخيرة التي منحتها له الجماهير ليخسر المباراة أداءً ونتيجة. عودة الجماهير الحمراء كانت رهينة بوعد عبد الاله أكرم بالتنحي عن الرئاسة مع نهاية الموسم الحالي، وشجعها لذلك حفل أقامته جمعيات محبي الوداد لجمع الشمل ورفع معنويات اللاعبين للظفر بلقب البطولة، وتمثيل الكرة الوطنية في مونديال الأندية، قبل أن يعود الرئيس ليتيه الجميع وسط تصريحات متناقضة تارةً يظهر فيها وفاءه لوعد قدمه للجماهير الودادية، وتارةً يبدي نيةً ماكرة لخلف هذا الوعد. وصافة الذهاب صنعها عبد الرحيم طاليب، وفشل تكتيكي في الإياب من صنع نفس الرجل، لتقرر إدارة النادي عدم إمهاله الوقت لتصحيح الأمور وإكمال المغامرة التي بدأها في البيت الأحمر، وهو العارف بخبايا الدار، ليتم التخلي والاستنجاد بمصطفى شهيد أو "الشريف"، الذي لا ينفك عن سماع الإنتقادات من الجمهور و زملائه في المهنة لقبوله تولي مهمة تدريب الوداد في هذه الظرفية، إضافةً إلى المعارضة التي لقيها من طرف اللاعبين الذين هددوا بمقاطعة المباريات في حال استمر الشريف على رأس الإدارة الفنية للفريق. نية الرئيس الذي عمّر طويلا بالبيت الأحمر، بوجهيها السيئ والحسن، يُخاف أن تكون سبب ما وصلت إليه "وداد الأمة"، وتكون أحداث الأمس مخلفات الحرب الشرسة بين أتباع أكرم الملقب ب"إرحل" والمعارضة التي يقودها إدريس الشرايبي حباً في "وداد" ممثلة في "كرسي"، ومن الحب ما قتل!