يفضل بعض اللاعبين السابقين المغاربة إنهاء مشوارهم الرياضي بالإبتعاد عن الميادين، إما لعدم استفادتهم ماديا من ما قضوه داخل الملاعب أو لأسباب مجهولة، في حين أن آخرين لم يملو من صخب المدرجات وضغط الجماهير ومغامراتهم مع أنديتهم، ليقرروا اللجوء للتكوين وإفادة اللاعبين من خبرتهم السابقة من خلال إشرافهم على إحدى الأندية. موضة اللاعب السابق والمدرب انتشرت بقوة في الفترة الحالية، إذ أن التوجه الجديد للتدريب في المغرب بات يتعمد في المجمل على مدربين شباب بإيعاز من الجامعة الملكية لكرة القدم باعتبارها شريكا أساسيا في تكوين هذه الأطر، من خلال تنظيمها لدوارت لنيل رخص التدريب في مختلف الفئات المعترف بها من طرف الإتحاد الدولي للعبة. السكيتيوي..صال وجال في الميادين وحقق أول لقب رسمي مع "الماص" لن يختلف اثنان على قيمة اللاعب الدولي السابق طارق السكيتيوي حينما كان لاعبا في صفوف المغرب الفاسي وأندية من أوربا ك"بورتو" البرتغالي على سبيل المثال، وهو الآن قاد فريق مدينته إلى التتويج بلقب كأس العرش الموسم الماضي على حساب أولمبيك آسفي، ويقود حاليا نفس النادي إلى الصعود مرة أخرى إلى مكانه الأصلي مع كبار الأندية الوطنية، مؤكدا بذلك أن التدريب هو حلقة مرتبطة بتجارب اللاعب داخل الملاعب، كما أنه توج يوم أمس بلقب أفضل مدرب وطني، بعد أن تتلمذ على أيدي كبار المدربين كرشيد الطاوسي الذي كان معه حينما حقق ثلاثية "الماص" التاريخية. الفتح يصنع تاريخا جديدا مع مدرب الشاب وليد الركراكي من بين أنجح الحالات التي فضلت إتمام مسارها الجيد كلاعبين بالتوجه إلى التكوين والإشراف على إحدى الفرق، حالة وليد الركراكي، مدرب فريق الفتح الرباطي، هذا الشاب الذي وثقت به إدارة "FUS"، وعبدت له الطريق نحو تحقيق حلم جماهير النادي المتعطشة للألقاب بعد أزيد من 70 سنة من تأسيسه، وأحرز معه لقب كأس العرش سنة 2014، ولقب بطولة الموسم الماضي بعد صراع مع فريق الوداد الرياضي حسم في آخر المباريات، ناهيك عن ظهوره الجيد في المسابقات الخارجية. الإدارة التقنية للوداد والرجاء تضع ثقتها في لاعبيها السابقين بعد إعلان إعتزالهم من ممارسة "الساحرة المستديرة"، فضل بعض لاعبي الوداد والرجاء البيضاويين التوجه إلى التكوين وخوض غمار تجربة جديدة من دكة البدلاء، بعدما خضعوا لدورات تدريبية من قبل جامعة الكرة، حيث أن يونس منقاري وهشام اللويسي ونادر المياغري من الفريق الأحمر ومحمد أرمومن وعبد الإله فهمي وعمر النجاري وآخرين عادوا من حيث أتوا، بعدما فتحت لهم فرقهم السابقة أبواب مركباتها للإشراف على تدريب الفئات الصغرى وتكوين جيل جديد كان بالأمس يتابعهم من التلفاز أو من المدرجات، وهو اليوم ينتظر فرصته لتحقيق ولو جزء بسيط مما حققوه في وقت سابق. من التطبيق إلى التنظير..لاعبون يشرفون على أندية في مختلف الأقسام الوطنية بعد سنوات من تطبيق خطط المدربين ومحاولة فهم تكتيكاتهم، جاء الدور على بعض اللاعبين السابقين للتنظير وإعطاء الخطط لمحاولة إيجاد سبل للفوز بالمباريات، وبعد سلسلة من الدورات التكوينية، تعرف معظم الأقسام الوطنية تواجد لاعبين سابقين في بعض الأندية من زاوية أوسع هذه المرة، بعدما اقتصر الأمر في وقت لاحق على الإلتزام بمركزهم فقط، والأمثلة عديدة، كالودادي السابق يوسف فرتوت، مدرب شباب الريف الحسيمي، وأمين بن هاشم مدرب أولمبيك آسفي، والناخب الوطني، جمال السلامي، المشرف على منتخب المحليين، بعدما كان لاعبا سابقا في صفوف الرجاء وأسماء أخرى إنتقلت من الممارسة إلى التنظير. وتواصل الإدارة التقنية للجامعة بدورها تكوين أسماء بعض الممارسين السابقين للعبة لإيجاد مدرب مستقبلي يحقق ما عجز عنه كل المدربين المغاربة أو الأجانب مع المنتخب الوطني، طمعا في الظفر بكأس إفريقية طال انتظارها منذ سنة 1976، أو التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام لما يقارب 20 سنة.