أثار المدرب وليد الركراكي مرة أخرى ردود فعل مختلفة بتصريحه الأخير، والذي جاء مباشرة بعد هزيمة فريقه أمام الوداد البيضاوي خلال المقابلة التي جرت زوال يوم السبت عن الدورة الرابعة عشرة من الدوري الاحترافي. وليد صرح معلقا على الهزيمة بأن خصمه كان محظوظا، وأن فريقه هو من كان يستحق الانتصار، وأن "الوداد بجيبور ماشي هي الوداد بلا جيبور"، مضيفا أنه لم يكن ليفرح حتى و لو سجل لاعبوه هدف التعادل، كونهم يستحقون الفوز وليس حتى التعادل نظير الأداء الجيد الذي قدمه بطل المغرب طيلة 90 دقيقة. تصريح تغيب عنه ثقافة التواضع أو الاعتراف بنتيجة أفرزتها نتيجة المقابلة، والمدرب المحترف كما يدعي هو، والمفروض أن ينطلق أساسا من الواقعية في التعامل واحترام مجهود الخصم وتقدير عطائه، وهى المميزات التي تغيب للأسف عن تفكير صاحبنا وتصريحاته. يعتبر الركراكي من الجيل الجديد من المدربين الشباب داخل البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بعدما ارتبط اسمه في السنوات الثلاثة الأخيرة بفريق الفتح الرباطي، إذ قاده إلى تحقيق مجموعة من الألقاب سواء بكأس العرش أو لقب البطولة، رغم أنه لا يملك تجربة كبيرة في ميدان التدريب. يتسم وليد بشخصية عملية وجرأة غير مسبوقة لدى المدربين المغاربة، يحب التواصل والإدلاء بتصريحات لا تخلو من إثارة، كما أصبح وجها مقبولا لدى الإعلامي الرياضي، ومادة دسمة تثير فضول القارئ. إلا أن الملاحظ هو إصرار الركراكي على إثارة ردود فعل اتجاه تصريحاته ومواقفه التي لم تسلم منها أي جهة بما في ذلك الإعلام الرياضي، كما أنه يصر على توجيه انتقادات وتلميحات موجهة أساسا لفريقي مدينة الدارالبيضاء الوداد والرجاء، مما جعله اسما غير مرغوب من طرف قاعدة واسعة من جمهور الفريقين. وجاء موضوع مراد باطنا، والطريقة التي تعامل بها الركراكي مع هذا اللاعب المتميز بمستواه وأخلاقه، ليزيد من "عزلة " المدرب على الصعيد الوطني، خاصة وأن باطنا ساهم بقوة في إحراز لقبي الكأس والبطولة، واعتبر من أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الوطنية خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو الواقع الذي كان يرفضه دائما عندما كانت التعاليق تربط استحقاق الفتح بعطاء باطنا، بينما هو ربط انتصارات الوداد بوجود هداف اسمه جيبور. كل هذا يؤكد أن هذا الدولي السابق الذي دافع عن القميص الوطني في العديد من المناسبات، وتحول في ظرف قياسي إلى مدرب ناجح، لا يحقق نفس الميزة على مستوى علاقاته العامة، وطريقة تعامله مع المحيط الرياضي عموما، كما أن سلوكه لا ينسجم مع الحكمة والهدوء والعقلانية التي يتسم بها عادة تسيير ناد عريق كالفتح الرباطي.