على بعد أيام معدودة من إغلاق فترة الانتقالات الصيفية والتي مددت بتدخل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى يوم الجمعة القادم، لا زالت حالة اللاعب مراد باطنا معلقة بين رغبته في الانتقال وتعنت إدارة الفتح الرباطي. باطنا الذي يعتبر من أحسن اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الوطنية خلال السنوات الأخيرة، انطلق من فريق حسنية أكادير وأبان عن مستوى لافت، لينتقل بعد ذلك إلى الفتح على أمل تحقيق مسار جيد، وتحسين إمكانياته التقنية والتكتيكية وتطوير إمكانياته، في أفق الالتحاق بعد ذلك بعالم الاحترافي الأوروبي. وبالفعل استطاع مراد التوقيع على عطاءات كبيرة، وقاد الفتح إلى تحقيق انتصارات باهرة، أبرزها الفوز بكأس العرش ولقب البطولة لأول مرة في تاريخ هذا النادي الرباطي العريق، كما استحق الانضمام إلى المنتخب المغربي للمحليين، وخاض معه نهائيات كأس أمم أفريقيا للمحليين، كما نودي عليه أكثر من مرة لمنتخب الكبار. بعد نهاية الموسم الماضي بتتويج الفتح، توقع كل المتتبعين مغادرة باطنا للفريق، بعدما وصل إلى مرحلة من النضج تسمح له بخوض تجربة جديدة تعبر به نحو آفاق أكثر رحابة، وهو طموح طبيعي في حياة أي لاعب يتوفر على نفس إمكانياته، إلا أن هذه الرغبة اصطدمت بكثير من العراقيل والمشاكل والخلافات وتضارب المصالح. قيل الكثير عن انتقاله لأحدى الدوريات الأوروبية، إلى أن هذا الانتقال لم ير النور، بعد ذلك تم الحديث عن الالتحاق بدوريات الخليج العربي، ولم يتم ذلك، ثم إمكانيات جلبه من طرف الوداد، وحتى الآن لاشيء يشير في الأفق إلى إمكانيات خوضه لتجربة جديدة داخل البطولة الوطنية، وهذه المرة عبر بوابة النادي الأحمر. في خضم هل هذه الحيثيات ووسط تضارب الأخبار ولعبة المصالح، سجل تدخل للمدرب وليد الركراكي، وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يكون تدخلا يساهم في الحل، تحول تدخل هذا المدرب القادم من عالم الاحتراف، إلى جزء أساسي من المشكلة، وتجلى ذلك من خلال تصريحه الأخير، والذي قال فيه إن باطنا سيعيش موسما أسود. اللاعب باطنا ممنوع من مواصلة اللعب مع الفتح ما دام لم يمدد العقد الذي يربطه مع النادي وينتهي بانتهاء سنة 2017، كما أنه ممنوع من خوض الحصص التدريبية، مع العلم أن إدارة الفتح وحسب مصادر متطابقة تحدد شروط مالية مبالغ فيها مقابل السماح بانتقاله، والحالة هذه، فان كل الأبواب أصبحت حاليا مغلقة أمام هذا اللاعب البالغ من العمر 26 سنة، وبالتالي فان قضاء سنة بيضاء يعني القضاء على المستقبل الرياضي لهذا اللاعب الذي قدم الكثير للفريق الرباطي... حالة باطنا تقضي إيجاد حل وسط في أقرب وقت ممكن، حل يراعي الجانب الرياضي، والأكثر من ذلك الجانب الإنساني، ولا نعتقد أن إدارة الفتح تعاني من ضائقة مالية تجبرها على التشدد في هذا الموضوع بذات لتحقيق مكاسب مالية، مادامت "الحبة والبارود من دار القائد"...