يعتبر وليد الركراكي من الجيل الجديد من المدربين الشباب داخل البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بعدما ارتبط اسمه في السنوات الثلاث الأخيرة بفريق الفتح الرباطي الذي أعلن عن تمسكه بمدربه إلى غاية 2018. وقاد الركراكي ممثل العاصمة الإدارية إلى تحقيق مجموعة من الألقاب سواء بكأس العرش أو لقب البطولة، رغم أنه لا يملك تجربة كبيرة في ميدان التدريب باستثناء مساعدته لرشيد الطاوسي عندما كان الأخير مدربا للفريق الوطني. يتسم وليد بشخصية عملية وجرأة غير مسبوقة لدى المدربين المغاربة، يحب التواصل والإدلاء بتصريحات لا تخلو من إثارة إلا أنها تتعدى أحيانا الحدود المتعارف عليها، كما أصبح وجها مقبولا لدي الإعلامي الرياضي عموما، ومادة دسمة تثير فضول القارئ. إلا أن الملاحظ هو إصرار الركراكي على إثارة ردود فعل اتجاه تصريحاته ومواقفه التي لم تسلم منها أي جهة بما في ذلك الإعلام الرياضي، كما أنه يصر على توجيه انتقادات وتلميحات موجهة أساسا لفريقي مدينة الدارالبيضاء الوداد والرجاء، مما جعله اسما غير مرغوب من طرف قاعدة واسعة ليس من جمهور الفريقين بل حتى جماهير باقي المدن المغربية، كما حدث مؤخرا بمدينة قصبة تادلة، حيث دخل في شنأن مع أفراد من الجمهور المحلي، بعد انتهاء المقابلة ضد الفريق المحلي، والتي سجلت أول هزيمة في أول لقاء برسم البطولة الوطنية. وجاء موضوع مراد باطنا، والطريقة التي تعامل بها الركراكي مع هذا اللاعب المتميز بمستواه وأخلاقه، ليزيد من "عزلة " المدرب على الصعيد الوطني، خاصة وأن باطنا ساهم بقوة في إحراز لقبي الكأس والبطولة، واعتبر من أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الوطنية خلال العشر سنوات الأخيرة. كل هذا يؤكد أن هذا الدولي السابق الذي دافع عن القميص الوطني في العديد من المناسبات، وتحول في ظرف قياسي إلى مدرب ناجح، لا يحقق نفس الميزة على مستوى علاقاته العامة، وطريقة تعامله مع المحيط الرياضي عموما، كما سلوكه لا ينسجم على الحكمة والهدوء والعقلانية التي يتسم بها عادة تسيير ناد عريق كالفتح الرباطي. وعليه، فإن وليد مطالب بتغيير سلوك جلب العديد من ردود الفعل الغاضبة، والتي بدأت تؤثر حتى على صورة الفتح في عيون الأوساط الرياضية الوطنية، خاصة وأن الركراكي قد يتحول مستقبلا إلى مدرب لأي ناد مغربي آخر، وهذه هي الحقيقية التي يجب أن يستحضرها قبل أن يطلق العنان لتصريحات غير مسؤولة...